على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

قد يظهر ما يمكن أن نصفه بالجنون في الحالة الإسرائيليّة. لم يسبق أن رأينا هذه المشاهد ونشر «نيويورك تايمز» مع «هآرتس» خبر قيام الحكومة الإسرائيليّة بحملة رسميّة (للتأثير على المُشرّعين الأميركيّين والناس) ليس مفاجئاً إلا من حيث توثيقه. لن يؤدّي ذلك إلى تغيير في السياسة الأميركيّة، ولكن إسرائيل باتت تلعب في ساحة عالميّة لم تعد تنظر إليها بالعين السابقة نفسها. طبعاً، نحن في العالم العربي، وعن حق، لا نعترف بفروقات في الحقبات الإسرائيليّة السياسيّة المختلفة. نحن نعلم أنّ الصهيونيّة منذ نشأتها كانت حركة عنصريّة وحشيّة إباديّة. ما تغيّر هو وجهُ إسرائيل. كانت إسرائيل أكثر براعة في التنكّر في زيّها للعالم وكانت تتحدّث إلى الغرب بلغته. تغيّرت قيادة إسرائيل وأصبحت الصهيونيّة من دون ماكياج ومن دون الرغبة في محاباة الرأي العام الغربي. حكومات الإبادة الغربيّة لن تتخذ موقفاً ضد إسرائيل. هذا مُستبعد والاعترافات بدولة غير موجودة لمحمود عبّاس لا تؤثّر على الاحتلال. لكن تصريحات قادة العدوّ باتت أكثر صراحة في النوايا. جمّعت حكومة جنوب أفريقيا بعضاً منها كأدلّة جنائيّة عن نيّة الإبادة. إسرائيل باتت اليوم تُحرِج حتى حلفاءها العرب، الذين لن يتخلّوا عنها (لا تزال الجامعة العربيّة تصرّ على «حلّ الدولتيْن» ووزير الخارجيّة السعودي يتحدّث عن توفير «الأمن لإسرائيل»). لكن صورة العلاقات العامّة لإسرائيل لم تعد كما كانت. عندما أتيتُ إلى أميركا قبل أكثر من أربعين سنة، كان نجوم هوليوود يتسابقون للثناء على إسرائيل وإقامة الحفلات فيها. معظم نجوم هوليوود اليوم امتنعوا عن تأييد إسرائيل وبعضهم ناصر فلسطين. الحركات السياسيّة في إسرائيل هي هي عبر السنوات، ولكنّ خطابها تغيّر. القصّة ليست في بروز اليمين الإسرائيلي. ها قد انتخب حزب اليسار (حزب العمل الذي كانت مكاتب منظمة التحرير تفتح زجاجات الشامبانيا عندما كان يفوز) قائداً جديداً له: شارك في المجازر ضد الشعب الفلسطيني وطالب أخيراً بتجويع أهل غزة. هذا يسارهم. كلّهم في الصهيونيّة سواء. وجوه الصهيونيّة الأوائل كانوا يشعرون الليبراليين الصهاينة في الغرب بالزهو. الآن، يخجلون منهم.

0 تعليق

التعليقات