الغلاف
انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة فيديو سجّله سائح عربي وصل إلى لبنان، يظهر فيه سياراتٍ تمرّ وأخرى تتوقّف، في حركة سير تعتبر عادية جداً، بيد أنها أصابته بالذهول. مشهد السيارات الذي صوّره السائح يحدث في شارعٍ وصفه بالضيق، على الضفة الأخرى منه شارع يضاهيه حجماً، أي إنه ضيق بدوره، والشارعان اللذان تحيط بهما أبنية شاهقة، لا حاويات قمامة قريبة منهما، سيصفهما السائح بأنهما شارعان نظيفان و«كيوت»، أي إن مشهد الشارعين يتحلّى بـ«نعومة»، ما يمتّع الناظر ويريح نظره. نسمع السائح المتواري خلف الكاميرا يعلّق بدهشة عارمة تكاد تطيح صوته، على طريقة تعامل اللبنانيّين في قيادة سياراتهم وكيف يتعاملون بعضهم مع بعض في الطريق. لا شيء يبدو استثنائياً في الفيديو: مجموعة من السيارات في الشارع، بعضها يتوقف لكي يمرّ غيره، إشارات المرور معطلّة بطبيعة الحال، والكثير من الهدوء الحذر الذي تستطيع سماعه رغم كلام السائح المستمر، ومديحه المزعج، وضجيج الشارع.