في 7 حزيران الجاري، وقّع وزير التربية عباس الحلبي مذكّرة تقضي باستمرار مدير وحدة المعلوماتية في الوزارة توفيق كرم في مهامه إلى حين تنظيم عقد جديد يتعلق بإدارة الوحدة. في مذكّرته التي تشبه التكليف الداخلي، برّر الحلبي قراره بـ«أهمية استمرار وحدة المعلوماتية لكونها تشكل حاجة ثابتة لتوثيق الإجراءات الإدارية التي تؤمّن انتظام سير العمل في الوزارة».واللافت أن يجدد الوزير تكليف كرم (الموجود على رأس الوحدة منذ 15 عاماً) في مهامه التعاقدية، رغم أن عقد الأخير موقّع مع منظمة اليونيسف وليس مع الوزارة، ورغم أن المنظمة اختارت، أخيراً، التعاقد مع أستاذ تكنولوجيا التربية في جامعة البلمند ريان حلاوي الذي لم يسمح له الحلبي بتسلّم مهامه. وكان بإمكان كرم أن يقوم بتدريب حلاوي على المهام خلال الفترة الماضية، لو لم تكن هناك نية مبيّتة بالمماطلة والتسويف للوصول إلى اللحظة الحاسمة، أي استحقاق الامتحانات الرسمية، ووضع الجميع أمام الظروف الضاغطة والأمر الواقع، على خلفية أنه «من دون كرم لن تكون هناك امتحانات».
وكان انتشر تسجيل صوتي بصوت كرم يقر فيه بوجود تلاعب في حدول ساعات حضور الموظفين في الامتحانات، مشيراً إلى أنه قد يعدّلها «من 20 ساعة إلى 200 ساعة بناءً على طلب وزير التربية»، وهو ما دفع اليونيسف في وقت سابق إلى عدم دفع التعويضات المضخّمة للامتحانات. علماً أن استبدال متعاقد شرعي بمتعاقد غير شرعي انتهى عقده منذ أشهر، تصرّف أقرب إلى البلطجة ولا يمتّ بصلة إلى العمل الإداري السليم.
إلى ذلك، تستكمل وزارة التربية الاستعدادات اللوجستية للامتحانات الرسمية وسط مطبّات تمويلية وإدارية وأمنية. عزوف الأساتذة عن أعمال المراقبة والتصحيح بسبب غياب الحوافز بالدولارات التي تدفعها اليونيسف، دفع رئيس دائرة الامتحانات الرسمية بالتكليف ربيع اللبان إلى الطلب من المدير العام للتربية رئيس اللجان الفاحصة عماد الأشقر للموافقة على إلزام الأساتذة بالمشاركة واعتبار الامتحانات الرسمية جزءاً من العام الدراسي الذي يتقاضى خلاله الأساتذة حوافزهم شهرياً، علماً أن الانخراط في هذه الأعمال هو اختياري في العادة وقد دأب الأساتذة على تقاضي بدلات إضافية لقاءه.
إلى ذلك، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تسأل الوزير عن الضمانات التي حصل عليها من جهات محلية أو دولية لعدم وقوع قصف قرب أي مركز من مراكز الامتحانات أو حدوث جدار صوت يرعب الممتحنين أثناء تواجدهم في قاعة الامتحان. واستغربت الفيديوهات كيف يمكن إجراء امتحانات موحّدة لكل طلاب لبنان، في وقت يعيش فيه طلاب الجنوب قلقاً نفسياً يومياً، خصوصاً أن المدارس الجنوبية لم تسلم من القصف والصواريخ الاعتراضية والطائرات المُسيّرة المعادية. وليس آخر التهديدات ما حصل في ثانوية البازورية الرسمية أمس عندما أقفلت أبوابها، كخطوة وقائية، وأرجأت الامتحانات النهائية إلى موعد يُحدد لاحقاً، بعد تهديد العدو بقصف أحد المباني الواقعة بين بلدتَي البازورية ووادي جيلو.