هي المرة الثانية التي تستضيف فيها الولايات المتحدة الأميركية بطولة كوبا أميركا. ولكن على عكس 2016، ستعود النسخة الحالية من المسابقة على البلد المضيف بفائدة مالية منخفضة.
قبل 8 سنوات، حصل الاتحاد الأميركي لكرة القدم على حوالي 75 مليون دولار من استضافة كوبا أميركا لأول مرة. لكن في هذه النسخة، لا يمكن لكرة القدم الأميركية أن تتوقع نفس المبلغ، إذ ستحصل على 10 ملايين دولار بالإضافة إلى نسبة 5% من مبيعات التذاكر (قد تصل النسبة إلى ما بين 10 و 15 مليون دولار)، ما يجعل إجمالي عائدات الاتحاد المتوقعة يراوح نظرياً بين 20 و 25 مليون دولار.

ورغم الانخفاض الهائل للتدفق النقدي ما بين النسختين، يتهافت الأمريكيون على الاستثمار في كوبا أمريكا 2024. بعيداً عن كون البطولة الجارية دعايةً لكأس العالم 2026 التي تستضيفه البلاد في ملف مشترك مع كندا والمكسيك، تشكّل كوبا أمريكا فرصة لا تعوّض على الساحة السياسية أيضاً.

مع التوقّع بأن تجذب مسابقة أميركا الجنوبية جمهوراً تلفزيونياً كبيراً في الولايات المتحدة قد يتجاوز 100 مليون مشاهد، وهو العدد الذي شاهد نسخة عام 2016. وفي هذا الإطار يتنافس كل من جو بايدن ودونالد ترامب على تحصيل أصوات انتخابية من كوبا أميركا.

توازياً مع المباراة الافتتاحية يوم الخميس بين الأرجنتين وكندا (فاز رفاق ميسي 2-0)، كشفت حملة بايدن عن إعلانٍ مدته 30 ثانية بعنوان «!Goaalll» تم تشغيله على منصات التلفزيون والراديو وشتى الوسائل الرقمية عبر الأسواق الإنكليزية والإسبانية.

يرتكز الإعلان على نقطة تُذكّر المشاهدين بأن بطولة كوبا أميركا 2020 تأخرت بسبب عمليات الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا خلال رئاسة دونالد ترامب. وتنسب الدعاية الفضل إلى بايدن في إعادة فتح البلاد، وخلق فرص العمل، وجعل المجتمعات أكثر أماناً من العنف المسلح.
تشكّل كوبا أميركا فرصة لا تُعوّض على الساحة السياسية


بالإضافة إلى «!Goaalll»، تنفق حملة انتخاب الرئيس جو بايدن الملايين على الإعلانات والأنشطة المتعلقة ببطولة كوبا أميركا لكرة القدم 2024. التركيز على البطولة القارية ينبع من محاولة للتواصل مع القاعدة المتنامية من مشجعي كرة القدم في أميركا، والناخبين اللاتينيين على وجه الخصوص. ستقيم الحملة أيضاً حفلات مشاهدة لبطولة كوبا أميركا، مع توزيعها معدات ذات العلامات التجارية، واستضافة الأحداث في الحانات والمطاعم المحلية وتوزيع قمصان بايدن لكرة القدم في ولايتي نيفادا وأريزونا المتأرجحتين تحديداً...

في هذا الصدد، قالت جولي تشافيز رودريغيز، مديرة حملة بايدن: «حملتنا تعرف قوة الظهور لكسب أصوات اللاتينيين، والإعلان التاريخي اليوم للتنظيم والتعبئة حول كوبا أميركا هو مثال رائع للقيام بهذا العمل المهم». ثم أضافت: «على مدار الأسابيع القليلة المقبلة، سنسخّر طاقة كوبا لتعبئة الناخبين اللاتينيين والوصول إليهم، الذين سيقررون هذه الانتخابات».

ولفت مسؤول في حملة بايدن أن «الحملة تهدف إلى الاستفادة من الجاذبية العالمية للاعبين النجوم مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي فينيسيوس جونيور خلال البطولة لإحداث صدى لدى جمهور متنوع ومتفاعل للغاية وأقل اهتماماً بالسياسة».

ورداً على حملة بايدن من بوابة كوبا أميركا، قال خايمي فلوريس، المتحدث الإسباني باسم حملة ترامب، لشبكة «سي بي إس نيوز» في بيان يوم الخميس إنه «لا يهم مقدار الأموال التي ستنفقها حملة بايدن في محاولة جذب انتباه الناخبين من أصل إسباني في كوبا أميركا، فلن يفعلوا ذلك». ثم تابع: «إن ذوي الأصول الإسبانية قلقون للغاية بشأن التضخم، وأسعار كل شيء ترتفع طوال الوقت، وانعدام الأمن في أحيائنا، ومع الأزمة على الحدود، فإن ذلك مضيعة للوقت والمال».

هي معركة انتخابية «جديدة» ضمن حرب الأصوات ما بين بايدن وترامب. وفي ظل تسابق الطرفين المستمر على حشد الناخبين. ومن المرجّح أن يتصاعد التنافس السياسي من منبر كوبا أميركا خلال الأيام المقبلة.