على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

تتابع وزارة الخارجيّة اللبنانيّة التطوّرات في شبه الجزيرة الكوريّة بقلق واهتمام. كيف لا والرفاهية والاستقرار في لبنان باتا يسمحان لوزير الخارجيّة بمراقبة التطوّرات السياسيّة في هذا الكوكب، وحتى على الكواكب الأخرى. وقد أصدر وزير الخارجيّة بياناً صارماً عبّر فيه عن «تحفّظ» الوزارة على قيام حكومة كوريا الشمالية بإطلاق قمر صناعي عسكري. لم تعد وزارة الخارجيّة تتحمّل، وخصوصاً أنّها معنيّة جداً بأمن واستقرار شبه الجزيرة الكوريّة، نظراً إلى حجم الجالية اللبنانيّة الفاعلة في الكوريّتَين. وستنظر وزارة الخارجيّة في شأن إرسال وفد رفيع إلى كوريا الشماليّة للتعبير عن امتعاض الحكومة اللبنانيّة. وبيان وزارة الخارجيّة أسندَ موقفه بالاعتماد على قرارات مجلس الأمن التي لا تقبل الوزارة بانتهاكها. ومن المعلوم أنّ قرارات مجلس الأمن محترمة حول العالم، ولا يخالفها إلا حكومة كوريا الشمالية. أما انتهاك إسرائيل لكل القرارات والشرعيّة الدوليّين، فهذا ليس بذي شأن، نظراً إلى انشغال الوزير بالتطوّرات الكوريّة. طبعاً، إنّ تملّق وزارة الخارجيّة للسياسات الأميركيّة حول العالم غير مرتبط أبداً بمحاولة إرضاء الحكومة الأميركيّة التي كادت أن تدمّر كل كوريا الشمالية في الحرب الكوريّة، والتي تحاصر كوريا وتعطيها كل الأسباب الوجيهة للتصرّف بعقليّة الحصار. لا، إنّ مواقف وزارة الخارجيّة اللبنانيّة يتعلّق حصراً بالحسابات اللبنانيّة الدقيقة في آسيا وفي شبه الجزيرة الكوريّة تحديداً. وبين الكوريّتَين، هناك كوريا واحدة ترفض أن تقيم أي علاقة مع إسرائيل وهي، على أساس المبدأ، ترفض أي اتفاق سلمي مع إسرائيل. لكنّ سياسة لبنان الخارجيّة اختارت كوريا المتصالحة مع إسرائيل على كوريا المعادية لإسرائيل. عداء كوريا الشمالية لإسرائيل صالح كي يعطي دروساً للحكومات العربيّة المتخاذلة والمُستسلِمة بالكامل. طبعاً، كان يمكن لوزارة الخارجيّة اللبنانيّة أن تدع إطلاق الصاروخ الاصطناعي الكوري يمرّ من دون تعليق، لكن هذه فرصة تبييض صحائف مع أميركا. ثم، هل سبق لوزارة الخارجيّة اللبنانيّة أن أصدرت بيانات تنديد واستنكار بإطلاق إسرائيل لأقمار صناعيّة عسكريّة؟ ومدير إدارة الفضاء والأقمار الاصطناعية السابق في إسرائيل كان قد زها أنّ كل الأقمار يمكن أن تكون «آلات حرب».

0 تعليق

التعليقات