تفتح الولايات المتحدة الأمريكية ذراعيها أمام مشجعي كرة القدم باستضافتها بطولة كوبا أمريكا بدءاً من فجر اليوم. ورغم أهمية الحدث، قد لا تحصد بلاد العم سام تفاعلاً جماهيرياً واسعاً خارج حدود ولاياتها.العنوان الأبرز ضمن الاستحقاق المرتقب هو ترجيح اعتزال "أسطورة" الأرجنتين ليونيل ميسي اللعب القاري بعد انتهاء النسخة الحالية من كوبا أمريكا. لاعب إنتر ميامي الحالي يعوّل على مناصريه لمساندته من أرض الملعب، أرجنتينيين كانوا أو أمريكان أو مجرد محبين لكرة القدم، لكن الحسابات سوف تكون مغايرة تماماً خلف الشاشات، إذ من المتوقع استمرار احتكار بطولة أمم أوروبا الحاصلة في ألمانيا لاهتمام وتفاعل الجماهير العالمية.
تفتتح الأرجنتين بطولة كوبا أمريكا أمام كندا بعد قليل( أ ف ب )

الحرب المستمرة بين "يويفا" و"كونميبول" فيما يتعلق بالبطولات القارية تفاقمت مع تزامن مسابقتي يورو وكوبا أمريكا أخيراً على خلفية كورونا، والتي شهدت حينها اكتساح بطولة أمم أوروبا لنظيرتها الأمريكية الجنوبية بأغلب المقاييس.
وفي النسخة الحالية، انسحبت المنافسة "التفاضلية" إلى اللاعبين أيضاً، حيث صرّح قائد منتخب فرنسا لكرة القدم كيليان مبابيه قبل مباراة "الديوك" الافتتاحية في "يورو 24" ضد النمسا: "بالنسبة لي، بطولة اليورو أكثر تعقيداً من كأس العالم، حتى لو كان هناك ضغط أكبر في المونديال".
(أ ف ب )

تصريحٌ اعتبره البعض استخفافاً بمسابقة كوبا أمريكا، وهاجمت جهات عديدة مبابيه في حين رد قائد منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي قبل المباراة الافتتاحية لبطولة كوبا أمريكا بين منتخب بلاده وكندا (الثالثة فجراً) قائلاً: "حسناً، الجميع يعطي الأولوية لبطولتهم". وأضاف: "بطولة أوروبا مهمة للغاية ولديها أفضل المنتخبات، لكنها لا تملك الأرجنتين بطلة العالم ثلاث مرات، والبرازيل بطلة خمس مرات، وأوروغواي بطلة مرتين".
أدّت إقامة بطولة أوروبا وكوبا أمريكا بشكلٍ متزامن إلى خفض قيمة "الكوبا" في نظر المشجعين المحايدين


الكفة تميل لليورو
بعيداً عن "المشادات الكلامية" ولغة الاستعراض، تُظهر الأرقام تفوقاً واضحاً لمسابقة يورو، أقله في السنوات القليلة الماضية.
وباستثناء بعض الجماهير الوفية التي تشاهد مباريات منتخباتها بمختلف الظروف، أدّت إقامة البطولتين القاريتين بشكلٍ متزامن إلى خفض قيمة "الكوبا" في نظر المشجعين المحايدين.
إحصائيات "مفهومة" نوعاً ما نظراً لميل كفة التوازن الفني بين المنتخبات لصالح بطولة يورو، التي أصبحت فعلياً علامة تجارية تشبه كأس العالم ولكن بدون الأرجنتين والبرازيل، أما هذين المنتخبين، فهما ما تبقّى نظرياً لكوبا أمريكا كي ترفع أسهمها في بورصة كبرى المسابقات مجدداً.

(أ ف ب )

وبعيداً عن الجانب الفني، يلعب عامل التوقيت دوراً كبيراً في تفضيل الجماهير، ومن خلفها أصحاب حقوق البث التلفزيوني، التركيز على بطولة أمم أوروبا، إذ تقام مباريات كوبا أمريكا بعد منتصف الليل بحسب توقيت معظم دول الشرق الأوسط، بينما يبدو توقيت مباريات "اليورو" مناسباً لأغلب المشاهدين حول العالم.
وفي أرقامٍ صادمة، فقدت كوبا أمريكا حوالى 60% من جمهورها بين 2019 و2021، تبعاً لبيانات صدرت عن معهد الرأي العام والإحصاء البرازيلي، وسيكون مرتقباً ما إذا سوف تستعيد البطولة جماهيرها على الأراضي الأمريكية، التي تركز بدورها على الجانب التسويقي قبل استضافتها كأس العالم 2026 إلى جانب كندا والمكسيك.