يسرّع جيش الاحتلال الإسرائيلي وتيرة عملياته في مدينة رفح ومحيطها، جنوبي قطاع غزة، في ظلّ قصف جوي وأرضي وبحري، يطاول معظم أحياء المدينة، وبشكل خاص، الجزء الغربي منها. وفي حين كان متوقّعاً أن يُنهي العدو عملياته في المدينة خلال أسابيع عديدة، يبدو الآن أن الأمر لن يستغرق أكثر من أسبوعين إلى ثلاثة. وخلال الأسابيع الماضية، روّج المستوى الأمني في الكيان، لضرورة إعلان انتهاء العمليات العسكرية في القطاع، مع انتهاء عملية رفح، لكن في كل مرة كان يجري فيها هذا الحديث، كان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يتولّى قمعه، عبر التأكيد مرة بعد أخرى أن الحرب مستمرّة حتى تحقيق «النصر الشامل». ويبدو أن ما تمّ التوافق عليه أخيراً، بين المستويين الأمني والسياسي، هو الإعلان عن دخول الحرب المرحلة الثالثة، خلال أسبوعين تقريباً، على أن يتزامن ذلك مع دخول إسرائيل «المرحلة الثانية» من التصعيد على الجبهة الشمالية. وبينما تعني المرحلة الثالثة عمليات موضعية وسريعة، على طريقة ما تُعرف بـ«عمليات مكافحة الإرهاب»، فإنه من غير الواضح ما تعنيه بالضبط، المرحلة الثانية ضد لبنان.