بغداد | أكّدت مصادر في «المقاومة الإسلامية في العراق»، لـ«الأخبار»، أن فصائل المقاومة ناقشت، خلال اجتماع لممثليها أخيراً، انتهاء مدة الهدنة التي منحتها قبل أربعة أشهر للقوات الأميركية، انتظاراً لنتائج المحادثات الأميركية - العراقية حول انسحاب تلك القوات من البلاد، مشيرة إلى أن المجتمعين تحدّثوا عن توجّه إلى كسر هذه الهدنة، نتيجة إصرار واشنطن على إبقاء قواتها في العراق، وخاصة بعد تصريحات مرشّحة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لمنصب السفير الأميركي لدى بغداد، تريسي آن جاكوبسون، والتي اعتبرتها الحكومة العراقية والقوى السياسية تدخّلاً في شؤون البلاد. وعقد ممثلو فصائل المقاومة اجتماعاً استثنائياً، مساء الأربعاء الماضي، للتباحث بشأن وجود القوات الأميركية في العراق. وقال بيان صادر عنهم إن «تنسيقية المقاومة العراقية» ناقشت الفرصة التي منحتها الفصائل للحكومة قبل أكثر من أربعة أشهر، والمتضمّنة جدولة الانسحاب الأميركي من البلاد. وشدّد المجتمعون على «ضرورة الاستمرار في السير لتحقيق سيادة البلاد، بعد مماطلة العدو وتعنّته، ليبقى محتلاً لأرضنا، ومستبيحاً لسمائنا، ومتحكّماً بالقرار الأمني والاقتصادي، ومتدخّلاً في الشأن العراقي بكل استهتار وغطرسة، وكأنه لا يعلم ما ينتظره بعد هذه الفرصة». وأكّد البيان إصرار «التنسيقية» على إنهاء الوجود الأميركي، مضيفاً أن «الشعب العراقي، ومقاومته، والمخلصين من السياسيين، ورجال العشائر، ونواب الشعب، قادرون ومصرّون على إنهاء هذا الملف وإغلاقه، باستعمال جميع السُّبل المتاحة، لإعادة الأمن والاستقرار، وتحقيق السيادة الكاملة».وبالعودة إلى حديث المصادر، فهي أوضحت أن كلام مرشحة بايدن لمنصب سفارة واشنطن لدى العراق، واشتعال جبهة جنوب لبنان، هما اللذان أخرجا المقاومة عن صمتها، إلى جانب هزال المباحثات التي تجريها حكومة بغداد مع واشنطن، وانعدام النتائج الملموسة في ملف إخراج القوات الأميركية عبر القنوات الدبلوماسية. وكانت جاكوبسون قد اعتبرت، في إفادة أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، أن «إيران ممثل خبيث في ‎العراق ومزعزع لاستقرار المنطقة وندرك أن التهديد الرئيسي للعراق هو الميليشيات المتحالفة مع إيران»، مضيفة أن بلادها لن تسمح «لإيران باستخدام الغاز المورّد لتشغيل المحطات، كسلاح ضد العراق».
وفي السياق ذاته، يؤكد المتحدث باسم «كتائب سيد الشهداء»، كاظم الفرطوسي، أنّ «المقاومة العراقية تنظر إلى المصلحة وإلى الظروف التي تتحرّك فيها، وبالتالي متى ما كانت هناك مصلحة في مواجهة الأميركيين في هذا الوقت أو في وقت آخر، فهي ستقرّر ذلك بإرادة منفردة». ويشير، في تصريح إلى «الأخبار»، إلى أنّ «هناك مهلة للجنة التفاوض العراقية مع الولايات المتحدة، وحتى الآن لم يعلموا الناس بنتائج هذه المفاوضات، وما إذا كانت انتهت أو توقفت، وبالتالي بعد المهلة المحدّدة سيكون الأمر للمقاومة». كما يؤكد «أننا سنكون جاهزين للرد على أي عدوان أميركي أو استهتار بالسيادة وبالدماء العراقية»، معتبراً أنّ «تصريحات مرشحة واشنطن كانت تدخّلاً في الشأن العراقي واستهتاراً»، مضيفاً أن «السفيرة المرشحة تؤسّس لعملية ليست دبلوماسية أو مبنية على احترام السيادة العراقية، وبالتالي وزارة الخارجية هي المعنية برفض اعتمادها، ولذلك نحن لن نعبأ بها وبتصريحاتها، كما لم نعبأ بغيرها من قبل».