على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الفتنة في أزمة: حملة التحريض السنّي ــ الشيعي التي أطلقها تحالف إسرائيل ــ الغرب ــ الخليج تعاني من ضعف وسقام. بدأت الخطة قبل حرب العراق وشارك فيها اللفيف المعارض الذي جمعه المحافظون الجدد تحت لواء أحمد الجلبي. مَن يعود إلى الأرشيف، يجد في شباط (فبراير) 2003 تحذيرات من فتنة طائفيّة ومذهبيّة قادمة: اثنان حذّرا منها: الراحل محمد حسين فضل الله وأمين عام «حزب الله» حسن نصرالله. حتماً كانت لديهما معطيات: بمجرّد أن دخل المحتلّ العراق، تحوّل البلد الذائب في القوميّة العربيّة غير الطائفيّة إلى مقرّ يتنافس مع الأتون الطائفي اللبناني. ركّبت أميركا المجلس الاحتلالي الأميركي على نسق التقسيميّات الطائفيّة اللبنانيّة، التي أنتجت حروباً أهليّة، تماماً كما أنّ التركيب العراقي أنتج فتناً طائفيّة ومذهبيّة مُدمِّرة. زادت حدة التسعير الطائفي بعد حرب تمّوز: ما خسرته الصهيونيّة عسكريّاً، حاولت أن تعوّضه معنويّاً عبر إنشاء تحالف خليجي ــ غربي ــ إسرائيلي لتقويض دعائم المقاومة. سكّتان اتبعهما المخطّط: سكّة تحريض عرقي يشيطن إيران والحضارة الفارسية برمّتها لإخراج الشيعة من بطن الأمّة. كانت هذه الحرب إشعالاً لفتنٍ نامت لقرون. أصبح الشيعة إيرانيّين غير عرب، وأصبح شيعة لبنان «جالية إيرانيّة». السكّة الثانية هي التحريض ضد الشيعة وتكفيرهم مقابل ضخّ خطاب مهادِن ومُحبّ لليهود بعد عقود من خطاب كراهية مُشين ضد اليهود كيهود. هذه الحرب فعلت فِعلها ونجحت إلى حدٍّ بعيد وخسر الحزب وأمينه العام الكثير من الشعبيّة في العالم العربي. وعبر أدائه في الحرب السورية والتسامح مع شعارات طائفيّة، أسهم الحزب في إنجاح المخطّط. وفي الساحة اللبنانية، أدت سياسات الحزب إلى مدّ الخصوم والأعداء بالعوْن. «طوفان الأقصى» يمكن له ــ لو كانت هناك إرادة من محور المقاومة ــ أن يقوّض كل المخطط الطائفي السابق. توثيق التحالف مع «حماس» هو جانب من تصحيح الخطأ (مع أن خالد مشعل هو الذي شقَّ الصف عبر ارتهانه لتركيا وقطر في رعاية مخطط لإيصال الإخوان إلى الحكم)، إضافة إلى صورة الاجتماع الأخير بين الحزب والجماعة الإسلامية. ملايين دولارات المخطط تبدّدت في صورة واحدة.

0 تعليق

التعليقات