على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لدي اشمئزاز خاص واستثنائي نحو حكّام العراق بعد الاحتلال الأميركي. هم أصناف من الطائفية والانتهازية والديماغوجيّة وخبراء في الفساد. الشيعية السياسيّة في العراق تمتاز بصورة خاصّة بنفاق سياسي. القيادات الشيعيّة في العراق منفّذون لأوامر الإدارة واللوبي الإسرائيليين عندما يكونون في الحكم، وهم أبطال ممانعة خارج الحكم. لا أزال أستغرب كيف أنّ نوري المالكي (الذي كان يتلقّى أوامره من جورج بوش شخصيّاً في جلسة بالفيديو كل أسبوع) خرج من الحكم واستُقبل استقبال الأبطال من «حزب الله». المالكي كان صامتاً في حرب تمّوز وكلامه لم يختلف عن كلام الديبلوماسيّين الأميركيّين. أمس طلع علينا عادل عبد المهدي بتغريدة عن طوفان قادم وبشّر بـ «طوفان نصرالله». ألم يكتفِ عبد المهدي بالتقلّبات الصاخبة التي رافقت مسيرته منذ شبابه؟ هذا رجل انتقل من الماركسيّة اللينينيّة ثم انضمّ إلى الماويّة في الجامعة ثم حركة «فتح» ثم «حزب الدعوة» قبل أن يستقرّ في المجلس الاحتلالي الأميركي. كيف يمكن أن نصدّق كلام عبد المهدي بعد مسيرته؟ أليس في كلامه استخفافٌ نظراً إلى انعدام مصداقيّته؟ هناك من يتبع المنتصر والسائد، وقد يكون ذلك دليلاً آخر على أنّ محور المقاومة في حالة صعود وفوز. والأحزاب الشيعيّة العراقيّة، بما فيها «الحشد»، لم تكن على مستوى المسؤوليّة في هذه الحرب. تقارن بينها وبين اليمن الفقير المحاصر وتجد بوناً شاسعاً. الأحزاب الشيعيّة غرقت في المماحكات الطائفيّة والمذهبيّة وفي المحاصصة الفاسدة وفي حسابات التحالفات وفكّها. لا يمكن الركون إليها في «المعركة الكبرى» لأن رؤساء الحكومات الذين تداولوا بعد بريمر لم يجرؤ واحد منهم على رفع الصوت ضد الصهيونيّة. ولا ننسى أنّ «حزب الدعوة» كما أحزاب المعارضة التي جمعها أحمد الشلبي برعاية أميركا، كانت جزءاً من خطط اللوبي الإسرائيلي. وأحداث ما بعد الانتفاضات العربيّة أثبتت بأنّ العقيدة الإسلاميّة في السياسة قد تخدم قضيّة التحرير والمقاومة، لكنها يمكن أيضاً أن تخدم قضيّة التصالح مع إسرائيل والودّ معها (مَن ينسى رسالة محمد مرسي إلى «الصديق» شمعون بيريز؟)

0 تعليق

التعليقات