على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

قرى الجنوب وبلداته تحترق، كما تحترق قرى وبلدات في شمال فلسطين. العدوّ - كعادته - هو الذي بادر إلى سلاح الحرق. لم نكن - نحن العرب - في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي إلا في موقع الردّ بالمثل، وهذا يشمل ضرب أهداف مدنيّة. في هذه الحرب، أظهرت المقاومة مستوى رفيعاً من القتال الأخلاقي الذي ركّز على ضرب أهداف عسكريّة بحت في الوقت الذي قتل العدوّ لنا أكثر من خمسين مدنيّاً ومدنيّة. والحرائق تنتشر لأن العدوّ يريد أن تصبح أرضنا جرداء كي يرى تحرّكات المقاومة من دون عوائق. وهو أيضاً يستهدف الحياة المدنيّة: قضى العدوّ على أكثر من نصف الأراضي الزراعيّة في قطاع غزة. يريد العدوّ حرمان العرب المحيطين به من حقّ العيش العادي. يريد أراضيَ قاحلة خالية من السكان حوله. الاستفظاع في لبنان - على المستوى الشعبي - إزاء العدوان ضعيف جداً، خصوصاً في أوساط المجتمع المدني وجمعيّات ووسائل إعلام سوروس والناتو. هناك عدد من دكاكين حقوق الإنسان وفروع لدكاكين منظمات غربيّة لحقوق الإنسان وأقطابها وعناصرها صامتون عن غزة. أي معنى لحقوق الإنسان إذا كان لا يتضمّن إدانة حرب إبادة لا سابق لها في منطقتنا؟ لم يسبق في تاريخ الصراع أن قتل طرف عشرات الآلاف في غضون أشهر. والمُلفت أنّ جماعة التغيير والثورة والناتو واليمين الانعزالي التقليدي لم تلحظ من الحرائق في الجنوب إلا حريق رميش. هل لهؤلاء تعريف لجنوب لبنان يخلو من وجود شيعة فيه؟ هل إنّ حلم طرد الشيعة الذي راود كل هؤلاء في حرب تمّوز يتجدّد؟ الجنوب هو لكلّ أهله، شيعة وسنّة ومسيحيّين وملاحدة، ولكن الجمعيّات المدنيّة وشخصيّاتها ذرفت الدموع فقط على حريق رميش. لماذا لم يلتفت هؤلاء ولم يغرّدوا إلا عن رميش منذ بدء الحرب الوحشيّة؟ أليس هذا دليلاً فاقعاً على انحياز طائفي بغيض؟ وهذا ليس بجديد طبعاً لأن العقيدة الانعزاليّة التقليديّة تضمّنت بغضاً واحتقاراً طائفيّاً ضد المسلمين. وهذه الإسلامفوبيا لا تنحصر فقط بمسيحيّين، بل تشمل أيضاً مسلمين منضوين في صفوف وسائل إعلام وجمعيّات الناتو وسوروس.

0 تعليق

التعليقات