على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

عادة، يكون هناك تناسق بين بروباغندا فريق الثورة والتغيير والمعارضة واليمين الانعزالي التقليدي (أي السعوديّة والإمارات وسوروس) وبين بروباغندا الغرب. هذه المرّة (أثناء الحرب في الجنوب) هناك شرخ عميق. الفريق اللبناني انشقّ عن خطّ البروباغندا الغربي. البحريّة الأميركيّة تقول إن حرب الناتو ضد «الحوثيّين» هي «الأعنف منذ الحرب العالميّة الثانيّة»، وكلّفت أميركا أكثر من مليار دولار حتى الساعة. لكنّ مروان حمادة (وهو مثل كل فريق 14 آذار، خبير في الإستراتيجيا) يجزم بأنّ العمليّات العسكريّة اليمنيّة هي فولكلوريّة. يُقلّل هذا الفريق من قوّة ومنعة وبأس المقاومة في لبنان في الوقت الذي يجزم فيه الإسرائيليّون بأنّ قوّة الحزب فاجأتهم. ما معنى أن يعترف مسؤول سابق في «مجلس الأمن القومي» الإسرائيلي بأنّ الحزب سيهزم إسرائيل في 24 ساعة لو توسّعت الحرب. الصحف الأميركيّة (مثل «نيويورك تايمز») تفرد صفحات طوال للحديث عن قوّة الحزب وفعاليّته الشديدة ضد إسرائيل. مقالة في «نيويورك تايمز» قبل أيّام اعترفت بأنّ هناك ذهولاً من قدرات الحزب التي لم تكن في حسبان أعدائه. في لبنان: سخروا من ضرب الأعمدة التي أعمت بصيرة الجيش الإسرائيلي وسمحت لصواريخ ومسيّرات المقاومة بالتجوال السائح فوق أجواء فلسطين. وهناك طبعاً نائب بيروت (الخبير في شؤون الرياضة وتنظيم الحفلات والعسكريتاريا)، وضّاح صادق، الذي سخر من مسيّرات المقاومة التي هي باعتراف العدوّ أكثر خطورة على أمن الشمال، وخصوصاً أنّها استطاعت أن تخترق القبّة الحديديّة والفولاذيّة (من يذكر إعلانات تنظيم «خط أحمر» الذي يقوده صادق، كيف أنه بادر مبكراً إلى تلقّف أمر عمليّات اللوبي الإسرائيلي لكن من دون تنسيق أبداً، بل صودفَ أنّ شعاراته تطابقت مع مطالب اللوبي، وهذا وارد الحدوث في العلاقات الدوليّة ــ بأن يعتنق فريق محلّي أجندة جهة خارجيّة لكن ببراءة ومن دون مقابل). ضعف الحزب هو تمنٍّ من جهة خصومه، وقوّته هي التي تُخيف. ولهذا لا يستطيعون الاعتراف بها. وهؤلاء يتمنّون لو أنّ إسرائيل وحلفاءها يهزمون الحزب. ألا يعلم هؤلاء أنّ الحزب مهزوماً مخيفٌ داخليّاً أكثر بكثير منه قويّاً؟

0 تعليق

التعليقات