غزة | يرقد شبان غزيون في عمر الورود، على أسرّة المستشفيات، بعدما أتى العدوان الإسرائيلي على القطاع على أجزاء حيوية من أجسامهم، وقضى بذلك على كثير من أحلامهم وآمالهم، ليصبح هدفهم الأول استكمال علاجهم. من هؤلاء، حسام حلوة (23 عاماً) الذي فقد عينه اليمنى إثر استهداف العمارة التي كان يقطنها. يقول حلوة، في حديث إلى «الأخبار»: «في السابع من أكتوبر، استهدف الاحتلال الإسرائيلي المنطقة التي نعيش فيها، فنزحتُ وعائلتي من منطقة التفاح إلى الرمال غربي غزة، حيث استُهدفت العمارة التي كنّا نزحنا إليها في 25 كانون الأول من العام الماضي». ويضيف: «أصابت شظايا الصاروخ الذي استهدف العمارة جسدي وعيني اليمنى، فنُقلت إلى المستشفى وتمّ تغريز كتفي 50 غرزة داخلية وأخرى خارجية، بينما عولجت عيني سطحياً لعدم وجود طبيب عيون في مجمع الشفاء الطبي وتدمير الاحتلال لمستشفى العيون التخصصي». لكن الشاب لم يستسلم، واستمرّ في البحث عن طبيب عيون، إلّا أنه تأخّر كثيراً؛ إذ يوضح «(أنني) التقيت بعد شهرين من الإصابة، بأخصائي العيون الذي أخبرني بأنّني فقدت عيني، فقد دمَّرت الشظية القرنية والشبكية والقزحية، ولا يمكن أن يفعل لي شيئاً»، فيما الحلّ الوحيد هو «زراعة عين أو وضع عين اصطناعية لتجميل الوجه، وكلّ ذلك غير متوافر في مدينة غزة أو في جنوب القطاع»، مناشداً المؤسسات الدولية والإنسانية تبنّي حالته ومساعدته على الخروج لاستكمال علاجه، لافتاً أيضاً إلى أن معاناة العائلة في هذه الحرب، لم تتوقّف عند فقدانه عينه «بل زادت بعيد سقوط أخي من الطابق السادس أثناء محاولته الحصول على المساعدات الإنسانية التي كانت تلقيها الطائرات على قطاع غزة، ولا يزال إلى الآن في غيبوبة».
حسام حلوة (23 عاماً) فقد عينه اليمنى إثر استهداف العمارة التي كان يقطنها

أمّا الشاب عاهد السيقلي (17 عاماً)، الذي أصيب في قدمه، فيقول، لـ«الأخبار»: «ذهبت إلى المنطقة الشرقية للحصول على المساعدات الإنسانية بعدما حرمنا الاحتلال الإسرائيلي الطعام ولم يَعُد يتوافر لدينا أيّ شيء في البيت، وهناك أَطلق جنود الاحتلال النار في اتجاهنا، ما أدى إلى إصابتي برصاصتَين في قدمي اليمنى، وإصابة واستشهاد آخرين». ويؤكد الشاب أنه لم يكن يحمل سوى السلّة الغذائية التي حصل عليها، ولم يكن هناك مَن يشكّل خطراً عليهم، «ورغم ذلك، استُهدفنا ومُنع الإسعاف من الوصول إلينا، فأخذت أزحف على قدمي الأخرى حتى وصلت إلى مجموعة من الشبّان الذين حملوني ونقلوني إلى مستشفى المعمداني». ويشرح أنه «بعد إيقاف النزيف، تبيّن أنّني بحاجة إلى عملية جراحية لزراعة بلاتين، ولكن بسبب عدم توافر الإمكانات وصعوبة توفير بلاتين، جبّروا قدمي في انتظار توافر البلاتين». ويضيف: «وأنا في البيت بدأ جرحي ينزف، فعدت إلى المستشفى ومنه تمّ تحويلي إلى مستشفى كمال عدوان بسبب الحصار الذي فُرض على مجمع الشفاء الطبي - آنذاك -، والذي لم يكن فيه طاقم طبي سوى عدد قليل من الأطباء، ما أدى إلى إعادتي مرّة أخرى إلى المعمداني، حيث تبيّن أن قدمي مصابة بغرغرينة تم على إثرها بتر الساق من أعلى الركبة». ويتساءل السيقلي: «ما الذي يريده الاحتلال منّا؟ يمنع الطعام والغذاء، وعندما نسعى وراءه يقتلنا، بل ويمنع دخول المستلزمات الطبية والأدوية العلاجية».