غزة | في الوقت الذي يستعدّ فيه جيش العدو للإعلان عن انتهاء عملياته في محور القتال في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، على اعتبار أن المؤسسة الأمنية استطاعت تحقيق ما طلبه منها المستوى السياسي، أي تدمير 60% من كتائب «حماس» في المدينة، تواصل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة، ولا سيما «كتائب القسام»، تسديد الضربات الدقيقة إلى القوات المتوغّلة، حيث تمكّنت، خلال اليومَين الماضيَين، من تنفيذ كمينَين موفّقَين، إلى جانب العشرات من عمليات إطلاق قذائف الهاون والصواريخ التكتيكية على مواقع جيش العدو وتحشدات جنوده. وبدأ الكمين الأول الذي بثّت المقاومة، أول من أمس، مشاهد حيّة منه، باستهداف عربة مدرّعة مدولبة من نوع «إيتان»، تتميّز، وفق الإعلام العبري، بمستوى عالٍ من التدريع مع خفة في الحركة والمناورة، ولا يستخدمها في الوقت الحالي سوى لواء «ناحال». وفي هذا الكمين، نفّذ مقاوم من «القسام» الضربة الأولى بقاذف «الياسين 105»، الذي اخترق على ما يبدو تدريع الناقلة، ودفع جنود العدو إلى الهروب منها إلى أزقة حي الشابورة، حيث لاحقهم عناصر الحركة وفق ما أَظهرت الصور، وأجهزوا على عدد منهم من مسافة قريبة. وتمكّن مقاتلو «الكتائب»، أمس، من تدمير آلية هندسية من نوع «أوفك كاربت» بصاروخ موجّه، ما أدى إلى وقوع طاقمها بين قتيل وجريح، واستدعى استقدام وحدات النجدة. وعقب وصول الأخيرة، أعادت «الكتائب» استهداف تلة زعرب غربي المدينة، حيث موقع الكمين، برشقات مركّزة من الصواريخ التكتيكية القصيرة المدى من طراز «رجوم» عيار 114 ملم.
كذلك، أعلنت كل من «كتائب القسام» و»سرايا القدس»، تنفيذ عدد من عمليات الإرباك والمشاغلة؛ إذ أفادت الأخيرة باستهداف طائرة مروحية هبطت لإجلاء المصابين والقتلى شرقي مدينة رفح بصاروخ مضاد جوي محمول على الكتف من طراز «سام 18 إيغلا»، وأيضاً استهداف تجمّع لجنود العدو قرب بوابة معبر رفح بوابل من قذائف الهاون، فيما أعلن الفصيلان استهداف القوات المتوغّلة في محاور القتال في المدينة، بقذائف الهاون النظامية الثقيلة.
وفي محور تمركز وانتشار قوات الاحتلال في وسط قطاع غزة، وتحديداً حاجز نتساريم المستحدث ومناطق شرقي المحافظة الوسطى وجنوبي حي الزيتون، كرّرت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة استهداف قوات العدو بالعشرات من قذائف الهاون والصواريخ التكتيكية. وأعلنت كل من مجموعات «الشهيد عمر القاسم» التابعة لـ»الجبهة الديمقراطية»، و»ألوية الناصر صلاح الدين» و»كتائب شهداء الأقصى»، في بيانات منفصلة، تنفيذ مهمّات قتالية تمثّلت في استهداف نقاط تمركز العدو بالقذائف والصواريخ القوسية القصيرة المدى.
في المقابل، ضاعف جيش العدو من عمليات استهداف الشقق السكنية، حيث نفّذ، خلال اليومَين الماضيَين، العشرات من المجازر الجماعية، في أحياء الصبرة والتفاح ومخيم الشاطئ والشيخ رضوان، والتي تسبّبت باستشهاد 80 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال، أول من أمس. أمّا أمس، فأعلنت وزارة الصحة أن الغارات الإسرائيلية تسبّبت باستشهاد 52 شخصاً في مجازر متفرقة. ووفقاً للنسق الذي تسير عليه العمليات في شمال القطاع، فإن جيش العدو بدأ فعلياً تنفيذ ما سمّاها المرحلة الثالثة من الحرب في مناطق شمال وادي غزة، والتي تتلخّص في تنفيذ عمليات من الجو، تطاول مقدرات حركة «حماس» الحكومية والأمنية، فضلاً عن العمليات المبنية على معلومات استخبارية، والتي تطمح إلى اغتيال أكبر عدد من قادة «القسام» و»سرايا القدس».