تحديات كبيرة يواجهها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في بطولة «يورو 2024». تَواجُد منتخبات دول البلقان: صربيا وألبانيا وكرواتيا ضمن النهائيات نفسها ساهمَ في سحب الاستفزازات والنعرات السياسية إلى الملاعب الألمانية وخارجها، ما وضع مسماراً في نعش ادّعاءات «مثالية» التنظيم.
رفع مشجعو ألبانيا لافتة عليها خريطة لبلادهم تمتد إلى الدول المجاورة في المباراة ضد إيطاليا يوم السبت (ويب)


شابت مباريات البطولة هتافات ولافتات قومية لمشجعين من يوغوسلافيا السابقة، ليصبح يورو 2024 بمثابة مسرح دولي للتعبير عن «المظالم» القديمة.

ووصلت المشاكل إلى ذروتها عندما ألمح اتحاد كرة القدم الصربي إلى أن بلاده قد تنسحب من البطولة في حال لم تتم معاقبة كرواتيا وألبانيا بسبب «هتافات الكراهية الواضحة من المدرجات»، وذلك على خلفية أغنية مؤيدة لقتل الصرب أنشدتها جماهير الفريقين عندما التقيا في هامبورغ الأربعاء. وفي نهاية اللقاء، انضم لاعب ألبانيا ميرليند داكو إلى هتافات الجماهير ضد صربيا.

وفي المباراة ضد إيطاليا يوم السبت، رفع مشجعو ألبانيا لافتة عليها خريطة لبلادهم تمتد إلى الدول المجاورة، وأشعلوا المشاعل وألقوا أشياء على أرض الملعب.

وكان اتحاد كوسوفو الكروي قد اشتكى إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن «الأعلام والشعارات والهتافات التي أطلقها المشجعون الصرب برسائل سياسية وعنصرية» خلال المباراة بين صربيا وإنكلترا. وتكررت الهتافات يوم الخميس أيضاً خلال لقاء صربيا مع سلوفينيا في ميونيخ، ليصدر اتحاد كوسوفو بياناً جاء فيه: «الدعوات ضد دولة كوسوفو في حدث كبير مثل يورو 2024 تهدد الأمن الهش في المنطقة».

هذه الحوادث وغيرها تعكس التوترات العرقية الإقليمية التي استمرت منذ الحروب الدموية في التسعينيات مع انهيار يوغوسلافيا.
ألمح اتحاد كرة القدم الصربي إلى أن بلاده قد تنسحب من البطولة في حال لم تتم معاقبة كرواتيا وألبانيا


وللحؤول دون زيادة التوترات في «اليورو»، تمّ تغريم كل من ألبانيا وصربيا بآلاف اليوروهات بالإضافة إلى إيقاف لاعب ألبانيا ميرليند داكو أمس الأحد مباراتين، كما أطلق الاتحاد الدولي لكرة القدم بشكل منفصل تحقيقاً تأديبياً ضد صربيا.

على خطٍّ موازٍ، تم منع صحافي من كوسوفو يوم الأربعاء من تغطية بقية مباريات البطولة بعد قيامه بإشارة النسر القومي تجاه المشجعين الصرب خلال مباراة البلاد ضد إنكلترا يوم الأحد.

في ظل نتائجها المخيّبة، من المرجّح أن تخرج منتخبات صربيا وألبانيا وكرواتيا من دور مجموعات أمم أوروبا. لكن في حال تأهل طرفان منهما والتقيا في الأدوار المتقدّمة، قد تشهد البطولة الحالية أحداثاً دموية، وسط عجز «يويفا» عن احتواء الوضع حتى اللحظة.