حتى إذا لم يُنهِ الاتّفاق السعودي - الإيراني، تماماً، التنافس الطبيعي بين دولتَين إقليميّتَين كُبريَين في الشرق الأوسط، فقد يكفيه ليمثّل إنجازاً، أن يَحيد بذلك التنافس عن استخدام بؤر التوتّر كوسيلة لتحقيق مكاسب على حساب الطرف الآخر. ويَظهر أن الصين، الراعية للإعلان، استطاعت أن تُسوّق لدى الطرفَين أسلوبها الخاص القائم على النفَس الطويل، والذي لم تَستخدم فيه أبداً تكتيك الاستنزاف، على رغم أن هذا الأخير يكاد لا يخلو منه أيّ صراع في التاريخ، بما يشمل كلّ الصراعات التي انخرطت فيها أميركا ووظّفت فيها آلتها العسكرية وقدرتها الاقتصادية على شكل عقوبات خانقة ضدّ الخصوم