يرفض الإسرائيلي التخلّي عن وجوده في محور فيلاديلفيا ومعبر نتساريم
وعلى أي حال، يضع الانتقال إلى هذه المرحلة، إسرائيل، أمام تحدّي تقييم المرحلة التي سبقت، وما إن كانت قد فشلت أو تمكّنت من تحقيق أهدافها. وهذا ما بدأ النقاش حوله داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إذ بحسب ما نقلت «هيئة البث»، عن مصادر أمنية، فإن «وجود أسرى إسرائيليين في غزة، وغياب بديل لحماس، يحوّلان نجاح المرحلة «ب» (الثانية من الحرب) من عمليّتنا، إلى فشل»، مضيفة: «لا توجد جهة تقبل دخول غزة إذا لم تُدمّر حماس». لكنّ المستوى الأمني، يعتقد في الوقت عينه أنه «حتى يوقف حزب الله الهجوم شمالاً، فنحن بحاجة إلى صفقة مع حماس». وتضيف المصادر أنه «بعد المرحلة «ب»، سيسيطر الجيش على نتساريم ومعبر رفح وفيلادلفيا حتى عقب انتهاء العمليات».
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن الجيش الإسرائيلي يخشى من أنّ «البقاء في قطاع غزة سيأتي على حساب جبهات أخرى»، فيما يروّج المستوى الأمني لكون «إسرائيل تقترب من هزيمة حماس عسكرياً، ولذلك لا داعيَ للخوف من الإعلان عن انتهاء الحرب بهدف استعادة الأسرى»، ولكن مع الإشارة إلى أن «القتال سيستمرّ، ولكن بأساليب أخرى». وبحسب الصحيفة، فإنه في ظلّ التصعيد المتواصل بين جيش العدو و«حزب الله» على الجبهة الشمالية، بدأت تميل المؤسسة الأمنية إلى تبنّي خيار إنهاء الحرب في غزة، والانتقال إلى الشمال لمواجهة المقاومة في لبنان، وهو ما يدفع في اتجاهه وزير الحرب، يوآف غالانت، ومعظم القادة والمسؤولين الأمنيين. واستعرضت الصحيفة 3 خيارات أمام إسرائيل، بخصوص تحدّي «الجبهتين»، وهي:
- الخيار الأول، الذي لا يروّج الجيش له، هو وقف الحرب في غزة، وفي المقابل يتوقّف «حزب الله» عن إطلاق نيرانه في الشمال، وتقابل إسرائيل الهدوء بالهدوء؛ أو التوصّل الآن إلى تسوية معيّنة مع لبنان، تعتمد على انسحاب قوات الحزب لمسافة ثمانية كيلومترات من الحدود.
- الخيار الثاني، التوصّل إلى صفقة مع «حماس»، واستغلال الوقت من أجل المبادرة إلى عملية عسكرية في لبنان تُفضي إلى تطبيق القرار الدولي 1701، وإبعاد حزب الله مسافة كبيرة عن الحدود. ويشجّع الجيش الإسرائيلي هذا الخيار، لكنه يعتقد أن احتمال موافقة المستوى السياسي عليه يبدو منخفضاً، وذلك لأن من يوقف الحرب في غزة، لن يفعل هذا من أجل البدء بحرب أخرى أصعب في لبنان.
- الخيار الثالث، وهو الذي يبدو أقرب إلى التحقّق: بحسب مصادر «يديعوت أحرونوت»، ألّا يكون هنالك صفقة في غزة، ومع هذا تنتهي الحرب عملياً (من خلال الانتقال إلى المرحلة الثالثة)، فيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل القوات والموارد إلى الشمال، ويبادر إلى عملية عسكرية مركّزة يوجّه من خلالها ضربة «قوية» إلى «حزب الله»، على أمل أن يؤدي ذلك إلى إبعاده عن الحدود. لكنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ليست واثقة من كون عملية كهذه، ستوصل في نهايتها إلى «تسوية» أكبر وأنجح مما هو مطروح اليوم، خاصة أنها ستعني إطلاق «حزب الله» آلاف الصواريخ الثقيلة والدقيقة نحو مختلف المناطق في الشمال، مع مخاطر جدّية بتوسّع المعركة إلى حرب شاملة تتدخّل فيها أطراف إقليمية أخرى، وحتى إيران.
الاحتلال يمنع إدخال وتخزين وتوزيع المساعدات في غزة
علمت «الأخبار» أن «الأمم المتحدة» أبلغت الأميركيين والإسرائيليين والوسطاء وحركة «حماس»، أنه «في ظلّ رفض إسرائيل السماح لها بإدخال فرق ومعدّات وآليات وتأمين أماكن تخزين في قطاع غزة، فإن الحديث عن إدخال المئات من شاحنات المساعدات ومئات آلاف الخيام وغيرها، يبقى كلاماً في الهواء، وهو غير قابل للتحقّق». ويروّج الأميركيون لكونهم يرعون إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأن أعداد الشاحنات سترتفع خلال الفترة المقبلة، بينما يبدو هذا غير واقعي على الأرض. وكانت الخارجية الأميركية قد أدرجت - أمس - المجموعة الإسرائيلية المتطرّفة «تساف 9» في قائمة العقوبات، بسبب عمل هذه المجموعة، بتوجيه من وزيرَي المالية والأمن القومي، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، على اعتراض شاحنات المساعدات الإنسانية المتوجّهة إلى داخل القطاع.