وقّعت شركة «آبل» صفقة «مبدئية» بالغة الأهمية مع OpenAI (مالكة تشات جي بي تي)، وفقاً لتقرير صادر عن The Information، أول أمس الأربعاء.الصفقة التي قد تدرّ مليارات الدولارات على شركة OpenAI في حال نجاحها، ستمكّن «آبل» من الاستفادة من تكنولوجيا الـ AI المتقدّمة عبر دمجها في أنظمة تشغيل هواتف «آيفون» وأجهزة الـ «آيباد» اللوحية كما في الخدمات الخاصة بها. أحد التطبيقات المحتملة المذكورة هو نسخة محسنة من «سيري» المساعدة الرقمية التي فشلت «آبل» في تطوير برمجيتها طوال السنوات الماضية، الأمر الذي وضع الشركة تحت ضغط كبير من حَمَلة الأسهم، ودفعها إلى التواصل مع OpenAI وتوقيع عقد محتمل معها قد يُعيد «آبل» إلى طاولة المنافسة في هذا المجال.
مع ذلك، تواجه الشراكة المرتقبة معارضة داخلية في «آبل». وبحسب ما ورد في تقرير The Information، أعرب رئيس قسم التعلم الآلي في الشركة، جون جياناندريا، عن مخاوفه بشأن تثبيت روبوتات الدردشة المعتمدة على نماذج اللغة الكبيرة أو مساعدي الذكاء الاصطناعي في منتجات الشركة. كما توترت العلاقة بين OpenAI وشركة مايكروسوفت بسبب الشراكة الجديدة. علماً أنّ مايكروسوفت استثمرت 13 مليار دولار في OpenAI، ولديها اتفاقياتها التجارية الخاصة للاستفادة من تكنولوجيا الشركة.
رغم التحديات، تمثّل الصفقة انتصاراً كبيراً لرئيس OpenAI التنفيذي، سام ألتمان، الذي عزّز موقعه على رأس شركة أبحاث الذكاء الاصطناعي. فوز يأتي وسط تكهنات تفيد بأنّ ألتمان وحلفاءه يسعون إلى إعادة هيكلة OpenAI من هيكلها الهجين «غير الربحي/ الهادف إلى الربح» إلى شركة تقليدية ربحية أو «شركة ذات منفعة» تسمح بأهداف تتجاوز مجرد عوائد المساهمين.
مع استمرار الذكاء الاصطناعي التوليدي في التقدّم بسرعة، يمكن أن تمنح الاتفاقية شركة «آبل» ميزة تنافسية كبرى في دمج قدرات الـ AI المتطوّرة عبر نظامها البيئي البرمجي. بكلمات أخرى، تأسر «آبل» مستخدميها في دائرة مغلقة تتكون من أجهزة وخدمات تصعّب عليهم التواصل والتفاعل مع أجهزة وبرمجيات أخرى خارج «آبل». وبالتالي من المتوقع أن تستفيد «آبل» بشكل كبير في حال دمجها خدمات OpenAI. كذلك، ستستفيد الأخيرة بشكل كبير مع إتمام الصفقة، وستثبت نفسها لاعباً أساسياً لا يمكن التغاضي عنه في مجال خدمات الـAI الخاص بشركات التكنولوجيا العملاقة.