يجد المنتخب الفرنسي نفسه في وضع لم يكن في الحسبان حين يخوض مواجهته المتجددة ضد نظيره الهولندي غداً الجمعة (الساعة 22:00 بتوقيت بيروت) في لايبزيغ في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة لكأس أوروبا ألمانيا 2024، وذلك في ظل الشكوك التي تحوم حول نجمه وقائده كيليان مبابي. وأصيب مبابي في الدقيقة الـ 86 من المباراة التي فاز بها «الديوك» على النمسا (1-0) الإثنين في الجولة الأولى، عندما ارتقى إلى كرة عرضية محاولاً متابعتها برأسه، ولكنه اصطدم بكتف المدافع كيفن دانسو وسقط على الأرض. وغادر النجم الفرنسي والدماء تسيل من أنفه، وقال مصدر مقرّب منه لاحقاً إن أنفه مكسور، مضيفاً أنه لا يزال من المبكر معرفة المدة المحدّدة لغيابه. وقال رئيس الاتحاد الفرنسي فيليب ديالو للصحافيين إن مبابي «لن يحتاج إلى عملية جراحية، وسيكون على ما يرام»، مضيفاً «سيتم صنع قناع يسمح (لمبابي) بالتفكير في العودة إلى الملاعب بعد مدة من العلاج».
تلعب فرنسا مع هولندا الجمعة الساعة 22:00 بتوقيت بيروت


وأشار الجهاز الفني للمنتخب الفرنسي الثلاثاء إلى أن الشك لا يزال قائماً حول مشاركته، وهو تدرب منفرداً الأربعاء في بادربورن، قبل يومين من مباراة القمة ضد هولندا التي خرجت منتصرة بدورها من الجولة الأولى على حساب بولندا (2-1)، ما يجعل التعادل كافياً للمنتخبين كي يضمنا تأهلهما إلى ثمن النهائي، ولا سيما أن أفضل أربعة منتخبات تحلّ ثالثة في المجموعات الست ستتأهل إضافة إلى أصحاب المركزين الأولين. وفي حال عدم مشاركة مبابي، المنتقل مؤخراً إلى ريال مدريد الإسباني من باريس سان جيرمان، وضمان فرنسا تأهلها إلى ثمن النهائي، قد يلجأ المدرب ديدييه ديشان إلى منح ابن الـ25 عاماً فرصة التعافي الكامل عبر إراحته في مباراة الجولة الأخيرة ضد بولندا.
بالنسبة إلى لاعب الوسط أدريان رابيو فإن مبابي: «لاعب مهم بالتأكيد، إنه القائد، وبالتالي (غيابه) سيترك أثره، لكننا نملك فريقاً استثنائياً. لا يمكن التذمر نظراً إلى (نوعية) الشبان الموجودين على مقاعد البدلاء. لدينا خيارات أكثر من كافية لتعويض غياب كيليان»، أبرزها الهداف التاريخي المخضرم أوليفيه جيرو (57 هدفاً). وتابع لاعب يوفنتوس الإيطالي: «لديّ الثقة الكاملة بالشبان البدلاء والقدرات التي نتمتع بها».
أن تفتقد لاعباً بحجم مبابي الذي يحتل المركز الثالث على لائحة أفضل الهدافين في تاريخ فرنسا (47 في 80 مباراة)، فهذا ليس بالشيء السهل ولا سيما إذا ما أُخِذَ في الحسبان ما حصل في أيلول/سبتمبر حين خسرت بلاده ودياً أمام ألمانيا 1-2 في ظل جلوسه على مقاعد البدلاء، أو في المباراة الاستعدادية الأخيرة ضد كندا (0-0) حين دخل بديلاً في أواخر اللقاء.
وستكون المواجهة مع «البرتقالي» إعادة لتصفيات البطولة الحالية حين خرج الفرنسيون منتصرين 4-0 و2-1، بينها أربعة أهداف من مبابي، ما يجعل غيابه، إذا حصل، ضربة قاسية جداً ضد منتخب قدّم أداء لافتاً ضد بولندا وكان «يجب أن نتقدم 4-1 بعد ساعة» وفقاً لمدربه رونالد كومان. وتقدمت بولندا في الدقيقة الـ16 خلافاً لمجريات اللعب إثر ركلة ركنية، ثم عادل كودي خاكبو في الدقيقة الـ29، قبل أن يفرض فاوت فيخهورست نفسه بطل اللقاء بتسجيله هدف الفوز في الدقيقة الـ83 بعد دقيقتين و18 ثانية على دخوله بدلاً من ممفيس ديباي.
وكان كومان سعيداً بأداء المنتخب الهولندي الذي بقي من دون هزيمة للمباراة العاشرة توالياً في دور المجموعات في بطولة كبرى منذ خسارته مبارياته الثلاث في كأس أوروبا 2012 (فاز بتسع وتعادل في مباراة خلال هذه السلسلة الممتدة من مونديال 2014 وكأس أوروبا صيف 2021 ومونديال 2022). وقال كومان: «كان في إمكاننا التقدم 4-1 بعد ساعة. لعبنا بشكل جيد جداً لكننا لم نتمكن من إنهاء الفرص»، مع الإقرار أنه «كان في إمكان المنتخب البولندي التسجيل أيضاً لكننا كنا محظوظين وسجلنا الهدف الثاني» عبر البديل السوبر فيخهورست الذي «شكل قيمة مضافة» للفريق وفقاً لمدربه.
لكن بالنسبة إلى خاكبو: «ستكون مباراة مختلفة تماماً ضد فرنسا. تتمتع فرنسا بقدرات أكبر من بولندا. يلعبون بأسلوب مختلف والمساحات (في الملعب) ستكون مختلفة. نريد أيضاً الفوز بهذه المباراة. نريد الفوز عليهم وهذا ما نركز عليه». وبعد خسارتهما في الجولة الافتتاحية، تسعى كل من بولندا والنمسا إلى التعويض حين يتواجهان في برلين، مع إدراكهما أن الفوز قد يكون مفتاح التأهل، أقله من بين أفضل مركز ثالث.
وينتظر البولنديون لمعرفة إذا كان هدافهم روبرت ليفاندوفسكي سيكون جاهزاً للمواجهة الثانية بين المنتخبين في البطولة القارية، بعد أولى عام 2008 حين تعادلا (1-1) في دور المجموعات أيضاً، وذلك بعدما غاب نجم برشلونة الإسباني عن الخسارة أمام هولندا بسبب إصابة في فخذه تعرض لها خلال المباراة التحضيرية الأخيرة ضد تركيا (2-1).
وفي المجموعة الخامسة وبعد فوزها المفاجئ على بلجيكا 1-0 في الجولة الأولى، ستكون سلوفاكيا أمام فرصة لحسم تأهلها إلى ثمن النهائي حين تتواجه في دوسلدورف مع أوكرانيا، فيما تسعى الأخيرة إلى النهوض من صدمة هزيمتها القاسية أمام رومانيا بثلاثية نظيفة، كي تُبقي على حظوظها في التأهل.