في التاسع من الشهر الحالي، بثت lbci، في نهاية نشرة أخبارها، مقابلة مع كبير مستشاري الولايات المتحدة لأمن الطاقة العالمي عاموس هوكستين، للتسويق للخطة الأميركية في قضية ترسيم الحدود البحرية. وقتها سألته رنيم أبو خزام، عن كيفية ابرام صفقات تخص الطاقة في لبنان، بين دولتين، «إحداهما يعتبرها الكثير من اللبنانيين عدواً». اعتقد هوكستين وقتها أن ما تقصده أبو خزام «اسرائيل»، ليدعو بدوره الى «تفاهم مع الخصم»، فيتضح في نهاية المطاف أن سوريا كانت المقصودة هنا! إذ استخدمت المذيعة عبارة «الكثير من اللبنانيين» للجزم وللتعميم، عدا اعتبار الدولة العربية المجاورة «عدواً»! الحادثة وعلى خطورتها، تنذر باتجاهات مستجدة في الإعلام اللبناني، بدأت تتظهر بعيد تدشين قطار التطبيع مع الدول العربية والخليجية، مع دسّ جرعات مختلفة لأشكال التطبيع سيما في النشرات الإخبارية. ولعلّ lbci، تتصدر هذا المشهد، سيما في الفترة الأخيرة. مع تكثيف المحطة للمساحات الدعائية للسفارة الأميركية في بيروت، ولـ«مشاريعها التنموية»، تقوم بالتوازي بأداء إعلامي لا يمكن وصفه الا بالمخزي، في ما يخص «اسرائيل»، والتطبيع، وتخصيص مساحات لنقل مضامين قادة الإحتلال. أول من أمس، بعد إعلان أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، عن قدرة المقاومة على تحويل آلاف الصواريخ الى دقيقة، ودخولها عالم تصنيع المسيرات، خصصت المحطة جلّ مقدمة نشرة أخبارها، لتخبرنا بأن هذا الكلام «يعتبر تهديداً مباشراً لإسرائيل». وأعلنت المحطة «خشيتها من أي حرب مستقبلية تستهدف بنيتها التحتية». لم تكتف بذلك، بل راحت تنقل كلام وزير الحرب الذي أسمته «وزير الدفاع» بيني جانتس، بأن «حزب الله يعرّض اللبنانيين ودولتهم للخطر»، و«بلاده ستتصرف بحزم في مواجهة المشروع الإيراني الدقيق الذي يعمل من قلب لبنان». وفي تقرير عرض في نشرة الأخبار أمس، تناول ما أسمته المحطة بـ «الحلف الخليجي-الإسرائيلي»، ركز على التحالف الواقع بين دول الخليج، وكيان الإحتلال، وراح يشرّح عبر خريطة جغرافية لكيفية توزع هذا الحلف، ومواجهته لإيران ولحلفائها في المنطقة. ولعلّ الأخطر في هذا التقرير، عدا نقله ببغائياً تصريحات مسؤولين اسرائيليين وتبشيرهم بحلول «الرخاء والأمان» في المنطقة، اعتباره هذا الحلف «تكتلاً دفاعياً» كما ردد المعدّ، تسعى «اسرائيل» من خلاله الى «مواجهة أي تهديد بري وبحري من ايران». هكذا، ترفع lbci، من جرعات تمريرها للتطبيع، لا بل تعمل على تصوير «اسرائيل» على أنها كيان مهدد، وأن مصدر التهديد ينطلق من لبنان، في تبن واضح للسردية الإسرائيلية. ولعل الأخطر هنا، أن هذا الأداء يتصاعد مع الوقت، مع غياب لأي رقابة أو محاسبة.