لا جديد في مشهدية تعاطي «العربية/ الحدث» مع الملف اللبناني بكل تشعباته. فأجندة الشبكة السعودية معروفة في الداخل اللبناني، هي التي تولي هذا الملف أهمية على منصتها، في التصويب أولاً وأخيراً على «حزب الله» وحلفائه ثانياً. بعد انتقال مراسل lbci سابقاً بسام أبو زيد الى شاشتها، رأيناه يحمل أجندة واضحة ومصطلحات ربما ينطق بها للمرة الأولى في مسيرته المهنية. لم يكن عبثياً اختيار القناة لأبو زيد كصحافي لبناني، ذي خبرة واسعة في الشأن الداخلي. وها هو يتجند أخيراً، لتكرار سرديات الشبكة السعودية في ما خص الهجوم على «حزب الله»، والصاقه بتهم شتى، سبق للمحطة أن ساقتها مراراً وتكراراً، وتعيد سردها اليوم، علّها تعلق في أذهان من يتابعها. في اليومين الماضيين، أوكل أبو زيد ملف مرور أربع سنوات على رئاسة ميشال عون في قصر بعبدا، وبدا أن هذا الأمر هامشي، مع ما ربط به من تحامل على «حزب الله» بدأ باتهامه بالسيطرة على «مفاصل الحكم في لبنان»، بعد اتفاقه مع عون عام 2006، وتدرج الى 17 تشرين، و«ترهيب» الحزب للمتظاهرين، وصولاً الى تفجير المرفأ و «عرقلة» الحزب لمبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وليس انتهاء باتهام الحزب بالتطبيع المباشر مع «اسرائيل»، في قضية ترسيم الحدود البحرية. أمس، فتح ابو زيد أيضاً، النار على «حزب الله» من خلال كيل الإتهامات له بتجارة المخدرات وتهريب الأموال. قد يكون تعاطي الشبكة السعودية مع «حزب الله» غير بجديد، بل في كثير من الأحيان يقع في فخ التكرار، و بالطبع يحتاج أبو زيد، الذي اختير على ما يبدو لهذه «المهمة»، الى التمرس أكثر، سيما أنّ لسانه زلّ مرة عندما كنّى أمين عام «حزب الله» بـ «السيد حسن نصر الله»، وهو أمر مرفوض داخل القناة، التي تصف الحزب بـ «الميليشيا» وتسقط صفة «السيد» عن أمينه العام، عدا الإرتباك الذي ساد هذه التغطية من قبل المراسل اللبناني، لدى قراءته محتوى ما سيقوله على الهواء. بالطبع لم يكن بسام أبو زيد مقرباً أو معجباً بتجربة «حزب الله» عندما كان على شاشة lbci، لكن بالتأكيد بانتقاله الى الشاشة السعودية، يحتاج للمزيد من الجهد لمواكبة أجندتها التي غالباً ما يقع محتواها في الفبركة والتحريض.