منذ بدء التحركات الشعبية ليلة الخميس الماضي، وشبكتا «العربية» و «العربية/الحدث» مصابتان بداء «حزب الله». لا إشارة حتى الآن إلى أن الحزب قد يطال في هذه التظاهرات الشعبية التي نزلت الى الشارع بعفوية وبروح وطنية جامعة، لكن الشبكة السعودية تتعمد مذ ذاك الحين، الى تلفيق الأخبار وتوزيع الإتهامات بطريقة مفضوحة ومثيرة للسخرية. بعد اتكائها على مراسلها محمود شكر، الذي كان يراقب التحرك في وسط بيروت ويدلي برسائله من هناك، أمس، استعانت القناة السعودية باللبنانية ريما مكتبي، التي نزلت الى الشارع من دون أن تجرؤ على الإعلان عن لوغو محطتها. لكن مقابل ذلك، تشكل مكتبي وجهاً مألوفاً للبنانيين خاصة أنها عملت في قنوات محلية. ساعة الصفر بدأت للهجوم المسعور بعيد بث خطاب أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله، وتجنّد «العربية» للتفتيش عن متظاهرين بين عشرات اللبنانيين، لفحص الحمض النووي لهم، وتقصي من أي منطقة آتين، وان كانوا من الضاحية الجنوبية لبيروت، فيصار أوتوماتيكياً الى استجلابهم عبر الهواء للإدلاء بآرائهم المعارضة للحزب.

«متظاهرون من الضاحية الجنوبية معقل حزب الله يتظاهرون في بيروت» هكذا، عنوت مساء الشبكة السعودية، وحرصت في كل تغطياتها على إقحام اسم الحزب في بؤرة الفساد وتحميله مسؤولية ما يحصل في الشارع، ولا ننس سلسلة الشخصيات اللبنانية المستضافة التي أدلت بدلوها في هذا الإتجاه على رأسها النائب سامي الجميل والوزير السابق فؤاد السنيورة. «العربية» كرّرت مراراً هتافاً التقطته من ساحة «رياض الصلح»: «كلن يعني كلن، نصر الله واحد منهم»، وبعدها بثت مجموعة استصراحات تعليقاً على خطاب نصر الله. ولعلّ قمة الإفلاس التي وصلت اليه القناة، لجوؤها الى تلفيق الإعتداء الذي حصل في صور واتهامها «حزب الله» بالأمر. مساء ولدى وقوف ريما مكتبي وهي تدلي برسالتها على الهواء، اخترق احد المتظاهرين الهواء، وصرخ بصوته «نصر الله تاج راسكم»، فردت عليه مكتبي «هذا رأيك مش رأينا». فيديو انتشر سريعاً ويدل على مدى انكشاف هذه الشبكة وتغطيتها المسعورة وتحريفها للحقائق.