في اليوم الثاني لتوغّل القوات التركية الخاصة في عمق الأراضي السورية (شرقي الفرات) ضد تنظيمات كردية، بدت الحرب الإعلامية مستعرة أكثر على الجبهات الخليجية، وسط انقسام عامودي واضح في التغطية، وفي استخدام المصطلحات. العملية العسكرية التركية التي سمّيت بـ «نبع السلام» التي انطلقت أمس الأربعاء مع إعلان وزارة الدفاع التركية بدء الهجوم البري في تلك المنطقة، قسمت الميديا الخليجية بين قطر والسعودية والإمارات. بينما تحشد «الجزيرة» لهذه العملية وتدعمها وتستخدم عبارة «تقدّم القوات التركية» بدلاً من «الغزو» أو الإحتلال كما ورد على المنابر السعودية والإماراتية، تحاول الشبكة القطرية في تغطيتها للعملية العسكرية أن تبرز الرواية التركية الرسمية وتبرّرها، خصوصاً لجهة الترويج لأنّ تركيا تسعى من خلال العملية إلى القضاء على «الممر الإرهابي على حدودها الجنوبية» و«إحلال السلام والإستقرار في المنطقة». حتى أنها بثت أمس تقريراً من ريف حلب، استصرحت فيه نازحين من منطقة شرق الفرات يعبّرون فيه عن «أملهم» في أن تحقق العملية العسكرية التركية عودتهم إلى ديارهم مع منعهم من قبل «قوات سوريا الديمقراطية» من تحقيق ذلك. وانتهى التقرير بالتأكيد على أنّ العملية المذكورة «ستخفف من أعباء أعمال المنظمات الإنسانية» التي ترعى قضية اللاجئين في تلك المنطقة. من جهتها، تنتقد قناة «العربية» بشدة عملية التوغل البري التركي داخل الأراضي السورية، وتفرد مساحة لافتة للقوات الكردية المعارضة لتركيا ولأذرعتها الإعلامية والعسكرية، فيما تذهب «سكاي نيوز عربية» إلى خطاب متشدّد أكثر حيال الأتراك، وتسمّي ما تتعرض له منطقة شرق الفرات بـ «الغزو»، معتبرة أنّ تركيا بهذه العملية «تضرب بعرض الحائط القوانين الدولية»، مذكرة بتاريخ تركيا في الإحتلال ومتهمة إياها بمحاولة «تغيير وجه سوريا الجغرافي والتاريخي»!