على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

الصحافة هنا أسيرة أجندات أصحاب المليارات. أرملة ستيف جوبز باتت المُمَوِّلة الأساسيّة لمجلّة «أتلانتك» الصهيونيّة التي نشرت مقالة قبل أسابيع، جاء فيها عن أطفال غزة، بالحرف، «من الممكن قتل الأطفال قانونيّاً». يُحرِّر المجلّة جنديّ إسرائيليّ سابق، اسمه جيفري غولدبرغ. نشرت المجلّة قبل أيام مقالة طويلة للكاتبة الصهيونية، دارا هورن، بعنوان «لماذا يقع الناس الأكثر تعلّماً أسرى لأكاذيب معادية للساميّة؟». تكثر الكتابات هذه الأيّام عن معاداة الساميّة ليس بالضرورة لأن هناك حالة تصاعد في الظاهرة، بل لأنّها السلاح الأمضى في يد المنظمات الصهيونيّة. ليس هناك ما يمكن أن يُقصي كاتباً أو أستاذ جامعة أو تلميذاً مثل إلصاق تهمة معاداة الساميّة. طبعاً، المنظمات الصهيونية تُصدر التقارير تلو التقارير تُوثّق فيها تنامي ظواهر معاداة السامية في الغرب (لنُقلِع كعرب عن القول إنه لا يمكن لنا معاداة السامية لأننا ساميّون. الكلّ يعلم أنّه رغم الأصل الإيتومولوجي، فإن المصطلح يتعلّق فقط بمعاداة اليهود). لكنّ المنظمات الصهيونية تستعمل تعاريف سياسيّة لمعاداة السامية من أجل أن تُدرِج (من ضمن حوادث معاداة السامية) ظواهرَ سياسية ضد الصهيونيّة، فيصبح الهتاف بتحرير فلسطين «من النهر إلى البحر» ظاهرة معاداة ساميّة. والهتاف انتشر وعليه تجزم المنظمات الصهيونية أنّ معاداة السامية في ازدياد. الحركة الناشطة من أجل فلسطين تطهّر صفوفها من الذين ينادون بكراهية اليهود كيهود (وبعض هؤلاء مخرّبون ومُختَرِقون لحساب جهات صهيونية أو أمنيّة. ترى مثلاً أربعة أشخاص في مظاهرة وهم ينادون بالجهاد والقتل وأنا أجزم أنّ هؤلاء ــ وهم ملثّمون دوماً ــ مدسوسون). الكاتبة هورن تعرّف مصطلح انتفاضة، مثلاً، بأنه دعوة إلى تفجير سيّارات مفخّخة. كيف يمكن أن تجادل أمثال هؤلاء؟ وهي تقول إن الصليب المعقوف بات يُرسم على المعابد اليهودية، وهذا غير صحيح باستثناء حالات نادرة. وهي تجعل من المستحيل أن تكونَ معادياً للصهيونية وغير معادٍ لليهود كيهود. بالنسبة إليها، ليس من ضمان لتنقية النفس من معاداة السامية إلا باعتناق الصهيونية. بقي أن نقول إنّ الكاتبة هورن عملت مستشارة لجامعة هارفرد في شؤون معاداة السامية.

0 تعليق

التعليقات