إلى جانب المسلسلات الرومانسية وقصص الحبّ والغرام التي تثبها الشاشات في رمضان، كان لافتاً هذا العام عودة الاعمال الدرامية التي تقارب قضية الثأر في المجتمعات العربية. صحيح أن مسلسل «الهيبة» (لهوزان عكون وسامر البرقاوي) فتح العام الماضي صفحة الثأر بين العائلات التي تعيش في مناطق محازية بين سوريا ولبنان، لكن هذا العام إنتقلت عدوى تلك المسلسلات إلى الأعمال المصرية، وتحديداً إلى الأعمال الصعيدية (تقع في الجزء العلوي من أراضي نهر النيل). فقد كانت الصعيد مادة دسمة لمسلسل «طايع» («cbc دراما» 03:00 بتوقيت بيروت، و On E 23:00 بتوقيت بيروت، ﺇﺧﺮاﺝ عمرو سلامة وﺗﺄﻟﻴﻒ محمد دياب) الذي يلعب بطولته عمرو يوسف وصبا مبارك وغيرهما. صحيح أن عمرو صاحب ملامح أجنبية، لكن صنّاع العمل إستطاعوا أن يعدّلوها بالمكياج، ليصبح قريباً من أهل الصعيد المعروفين بسحنتهم السمراء وشعرهم الكثيف. تلك المنطقة التاريخية تتميّز بلهجة أهلها، وبغنى الأرض بالأثار المتنوّعة. المسلسل ينطلق من السجن حيث طايع (عمرو)، وهو طبيب يرفض الثأر بين العائلات، ويحاول أن يكون مُصلحاً في مجتمع تشوبه عادات القتل والثأر. يخرج إلى الحرية ويحاول أن ينبّه المحيطين به إلى خطورة الثأر من والده الذي قتل في إشكال بين العائلات. اللافت أن «طايع» يتناول إلى جانب تلك القضية، مسألة بيع الآثارات في الصعيد. يحمل العمل الدرامي الذي يحقّق نسبة مشاهدة حالياً، قضية الثأر لواء له لكنه يرفضها ويُظهر صورتها السلبية. في المقابل، لا يزال «الهيبة...العودة» (يومياً 21:30 على قناتي mtv و mbc) يدور في فلك الثأر، وهذا الموسم يرفع تلك القضية شعاراً له بشكل أوضح مع قتل سلطان شيخ الجبل (عبد المجيد مجذوب)، ويبدأ صراع الابنين أي جبل (تيم حسن) وصخر (أويس مخللاتي) للأخذ بثأر والدهما «قائد العشيرة». في مقارنة بسيطة بين العملين، نجد أن العنف هو المسيطر على الأحداث، مع فارق بأنّ «طايع» يقدّم مروحة أفكار إلى جانب الثأر. أما «الهيبة...العودة» فلا يغوص بعمق في القضية بل يخرج بمشاهد مبالغ فيها تطغى عليها لقطات الرصاص والسلاح.