بغداد | أجرى رئيس «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، مسعود بارزاني، زيارة هي الأولى منذ ست سنوات إلى بغداد، التقى خلالها رئيس الحكومة الاتحادية، محمد شياع السوداني، ومسؤولين وقيادات سياسية بارزة، لبحث الملفات المشتركة بين الإقليم والمركز، فيما أكّدت مصادر مقرّبة من «الإطار التنسيقي» أن الزيارة تأتي ضمن تحضيرات لمشروع سياسي كبير قد تنضج ملامحه مستقبلاً. ووصل بارزاني، صباح الأربعاء الماضي، إلى العاصمة، حيث التقى أبرز القادة السياسيين والمسؤولين الحكوميين، في خطوة كانت مقرّرة منذ شهرين تقريباً، لكنّ الأحداث الداخلية والإقليمية حالت دون ذلك، وفق مصادر «التنسيقي»، والتي تلفت إلى أن جعبة بارزاني مليئة بالقضايا العالقة، وأولاها ما يتعلق بقضاء سنجار ومحافظة كركوك، فضلاً عن الرواتب والنفط وغيرهما من المشتركات. وكشفت المصادر أن السوداني وبارزاني تحدّثا عن مشروع سياسي في المستقبل، قد لا تختلف فكرته عن التحالف الثلاثي الذي كان يجمع «الديمقراطي» و«تقدّم» و«التيار الصدري»، وربما يجمع بين قوى «التنسيقي» والحزب الكردي، متحدّثة أيضاً عن «مبادرة قريبة لجمع الديمقراطي والاتحاد الوطني على طاولة واحدة». واستدركت بأن بارزاني شدّد على أولوية الاستحقاقات الكردية سواء كانت في الإقليم أو في بغداد. وكانت آخر زيارة لبارزاني إلى بغداد، في تشرين الثاني 2018، حيث التقى رئيس الوزراء العراقي آنذاك، عادل عبد المهدي، ورئيس البرلمان وقتها، محمد الحلبوسي، ورئيس تحالف «الفتح»، هادي العامري، وزعيم «تيار الحكمة»، عمار الحكيم، وزعيم «ائتلاف دولة القانون»، نوري المالكي، ورئيس حركة «عطاء»، فالح الفياض، ورئيس «ائتلاف النصر»، حيدر العبادي، ورئيس «جبهة الحوار الوطني»، صالح المطلك، وزعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر، في النجف.
شدّد السوداني وبارزاني على ضرورة تجاوز المشاكل بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم من خلال الحوار


وخلال اللقاء المشترك بين السوداني وبارزاني في بغداد، شدّد الجانبان على ضرورة تجاوز المشاكل بين الطرفين، من خلال الحوار، وتعزيز الثقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم. وفي هذا الإطار، يصف عضو «الإطار التنسيقي»، علي حسين، زيارة بارزاني بأنها «مهمة جداً»، لافتاً إلى أن «هناك ملفات حساسة تمّت مناقشتها، لغرض تقريب وجهات النظر ووضع الحلول لها». ويوضح أنّ «التركيز كان على ملفات الرواتب والموازنة والنفط وبعض القضايا السياسية، وهناك إصرار من قبل الجانبين على معالجتها وتجاوزها بكل السبل لغرض المضي إلى الأمام». ويرى في توقيت الزيارة دلالات كثيرة، «ولا سيما أن هناك أزمات على مستوى المنطقة عموماً والعراق خصوصاً، وهذه الزيارة من زعيم كردي مؤثّر قد لا تكون عابرة أو هامشية». ويشير إلى أن «السوداني بالتأكيد ناقش معه الوضع في قضاء سنجار، وأزمة كركوك، فضلاً عن القصف التركي على شمال العراق ووجود حزب العمال الكردستاني».
من جانبه، يرى المتحدّث باسم «ائتلاف النصر»، سلام الزبيدي، أنّ «لهذه الزيارة تأثيراً كبيراً في العملية السياسية، فضلاً عن أنها ستؤسس لعلاقة جديدة بين بغداد وأربيل»، مضيفاً أنها «ستمهّد لحلحلة الخلافات المتفاقمة منذ سنوات، وكذلك ناقشت قضية القصف التركي على بلدات الإقليم، وبالتالي فهي تاريخية، وتحمل الكثير من المتغيّرات السياسية».