غزة | بعد انتهاء عملية تحرير الأسرى في مخيم النصيرات، عادت خريطة الميدان إلى مركز ثقلها التقليدي في مدينة رفح؛ إذ انسحبت قوات العدو من محاور القتال في مخيمات المغازي والبريج ومدينة دير البلح، إثر توغّل استمر خمسة أيام. وفي الوقت الحالي، يتركز الانتشار الإسرائيلي في محور «نتساريم» الذي يفصل بين شمال القطاع وجنوبه، وكامل الشريط الحدودي الذي يفصل بين مدينة رفح وشبه جزيرة سيناء (محور فيلادلفيا)، فيما لا تشهد أي من مناطق شمال وادي غزة أي عمليات عسكرية. على أن ثمة جهداً استخبارياً يتركز في عدد من أحياء مدينة غزة القديمة، نظراً إلى أن الطائرات المُسيّرة لم تغادر أجواء أحياء الدرج والتفاح منذ أيام. وفي خضمّ ذلك، تستمر الطائرات الحربية في قصف المنازل المأهولة بالنازحين بشكل يومي.أما في مدينة رفح، فقد أتم جيش الاحتلال انتشاره في 80% من أراضي المدينة، بعدما سيطر خلال الأيام الماضية على كامل محور «فيلادلفيا». وفي المقابل، تواصل الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة زيادة تكلفة الوجود الميداني في القطاع. فبعد يومين ازدحما بالمؤتمرات الصحافية والتصريحات التي احتفت بـ«إنجاز» تحرير أربعة من الأسرى المحتجزين لدى المقاومة، دخلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أمس، في مندبة من الحداد على خلفية أحداث «يوم صعب مؤسف جداً في غزة»، بعد أن وقعت قوة راجلة من جيش الاحتلال في كمين محكم في مخيم الشابورة في مدينة رفح جنوبي القطاع. ووفقاً لإعلان «كتائب القسام»، فقد فجّر المقاومون منزلاً تم تفخيخه سابقاً في القوة الراجلة، ثم نفّذوا استحكاماً مدفعياً في مسرح الحدث. ووفق تكتيك «اضرب واستمر»، انتظر المقامون وصول قوة النجدة، ثم عاودوا قصف المنزل الهدف بوابل من قذائف «الهاون». أما في المواقع الإسرائيلية وإعلام المستوطنين، فتحدثت مصادر مقرّبة من جيش الاحتلال عن مقتل أربعة جنود وإصابة 18 آخرين ستة منهم بجروح خطيرة. وعلى مدار ساعتين، نقلت المصادر ذاتها معلومات عن أن جنديين علقا في ركام المنزل المهدم. وأمام ذلك كله، كرّر العدو حديثه عن قرب الانتقال إلى «المرحلة الثالثة» من الحرب، والتي تتضمّن الانسحاب الكامل من الميدان البري في القطاع، وتحوّل العمل إلى «العمليات الجراحية» والاغتيالات من الجو.
تحدّث الإعلام العبري عن مقتل أربعة جنود وإصابة 18 آخرين ستة منهم بجروح خطيرة


وفي رفح أيضاً، أعلنت «القسام» تفجير جرافة «دي ناين» قرب مسجد العودة وسط مدينة رفح. ومن جهتها، أفادت «سرايا القدس» بأن مقاوميها تمكّنوا من قنص جندي إسرائيلي في حي الشوكة شرقي المدينة. كما أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» تمكّن مقاوميها من قنص جندي إسرائيلي قرب قوات العودة في رفح. أيضاً، شهد محور «نتساريم» جهداً ميدانياً مركّزاً، حيث أكدت «السرايا» أنها قصفت آليات العدو وخط الإمداد بوابل من قذائف «الهاون»، فيما تحدثت «كتائب المجاهدين» عن تمكّن مقاوميها من استهداف تموضع العدو برشقة صاروخية وتحقيقهم إصابات مباشرة، حيث تمّ رصد قوات النجدة وهي تهرع إلى المكان. وأفادت «كتائب شهداء الأقصى»، بدورها، بدكّ القوات الراجلة في محور «نتساريم» بوابل من قذائف «الهاون».