وفي جلسة أخرى علنية، طالب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، مجلس الأمن، بعرض الأدلة التي حصل عليها، لإثبات «مدى تورط الإمارات في الحرب الدائرة في السودان». وفي رده على مداخلة مندوب الإمارات في المجلس، الذي اتهم الجيش بعرقلة مفاوضات جدة وإعاقة توصيل المساعدات الإنسانية، قال إدريس إن «من يريد صنع السلام عليه أن يأتي بقلب سليم»، مجدداً اتهامه أبو ظبي بأنها «ترعى الإرهاب والتصفيات العرقية، وأن تقرير لجنة الخبراء أثبت ذلك منذ ديسمبر الماضي». وأضاف: «حشدنا للمجلس الأدلة والصور، لكن دولة الإمارات بفعلها وشرها عرقلت الاجتماع بصيغته المطلوبة»، معتبراً أن «دولة الإمارات مدانة والمدان لا يكون شريكاً في السلام».
جددت قيادة الجيش رفضها استئناف المفاوضات ما لم تلتزم «الدعم» بمخرجات جدة
وفي أول ردة فعل على السجال السوداني - الإماراتي داخل مجلس الأمن، تحدثت مصادر عن إغلاق دولة الامارات حسابات تخص الحكومة السودانية في فرع «بنك النيلين» في مدينة أبو ظبي. وأوضح مصدر ديبلوماسي مطلع، في حديث إلى «الأخبار»، أن «فرع بنك النيلين في مدينة أبو ظبي يشكل نافذة السودان الوحيدة لشراء احتياجاته من الخارج»، لافتاً إلى أن «إغلاق البنك ومصادرة أمواله، إن صحّ، سيؤدي إلى خنق البلاد اقتصادياً عبر إيقاف استيراد حاجيات السودان من المواد الغذائية والوقود»، مستدركاً بأنه «في حال مضت العلاقات مع روسيا على النحو المطلوب، فسيؤثر ذلك على موقف السودان في شكواه لدى مجلس الأمن، فلدى روسيا وسائل ضغطها على الإمارات وغيرها من الدول في المحيط الإقليمي». ويتوقع المصدر أن تحشد الإمارات وتدفع الكثير من الأموال من أجل إجهاض شكوى السودان، لافتاً إلى أنها «ستستخدم كل الوسائل المتاحة وغير المتاحة من إغراءات وضغوطات مع الدول الغربية وغير الغربية الأعضاء في مجلس الأمن». ويستبعد المصدر الديبلوماسي اتخاذ أبو ظبي ردة فعل على مستوى التمثيل الديبلوماسي بين البلدين، ذلك أن «قطع العلاقات الديبلوماسية أو توترها مع الخرطوم بصورة علنية يعني أن أبو ظبي تسعى إلى إيجاد مبرر يمنحها الحق في مساعدة حميدتي».
وكانت حثت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، الحكومة السودانية، على العودة إلى منبر التفاوض في مدينة جدة. لكن قيادة الجيش جددت رفضها استئناف المفاوضات ما لم تلتزم «الدعم» بمخرجات جدة الموقعة في أيار/ مايو 2023. وقال مساعد القائد العام للجيش، الفريق أول ياسر العطا، لدى مخاطبته جنود منطقة أم درمان العسكرية، إن «قيادة الجيش متماسكة، وهدفها السلام الذي يدحر عرب الشتات (يقصد قوات الدعم السريع) ومحاكمة كل من أسهم في إذلال وقتل وتشريد الشعب السوداني»، مضيفاً أن «كل من لديه رؤية تفاوض عليه أن يبلها ويشرب مويتها»، في إشارة إلى رفض الجيش أي مبادرات تقود إلى تسويات سياسية.