طائرات قتالية من الحاملة «هاري ترومان» نفذت طلعات فوق سوريا
وخلال اليومين الماضيين، خرجت قافلتان مؤلفتان من نحو 45 حافلة ــ بشكل منفصل ــ من تلك المنطقة بمواكبة «الهلال الأحمر العربي السوري». ومن المقرر أن يستمر إجلاء المسلحين والمدنيين خلال اليومين المقبلين (السبت والأحد). وترافق نشاط عملية الإجلاء مع معارك عنيفة في منطقتي الحجر الأسود واليرموك المجاورتين، حيث يتقدم الجيش السوري على حساب «داعش». وبعد حصار مسلحي التنظيم في جيبين منفصلين، وسّع الجيش سيطرته في منطقة الحجر الأسود واستعاد مجمع الدوائر الحكومية،. ووفق المعطيات الميدانية، سوف يعمل الجيش على استعادة ما تبقى من كتل سكنية في قلب الحجر الأسود، ليتفرغ بعدها لتكثيف الضغط على ما تبقى في مخيم اليرموك. ورغم أن عمليات إجلاء المسلحين لم تبدأ حتى أمس (الجمعة) في ريف حمص الشمالي، فإن تسليم المسلّحين السلاح الثقيل إلى الجانب الحكومي ما زال مستمراً عبر معبر الدار الكبيرة. وحتى انتهاء تلك المرحلة، يفترض أن تكون لوائح الراغبين في المغادرة نحو الشمال قد اكتملت، ليصار إلى ترحيلهم والبدء بإجراءات «تسوية الأوضاع» للراغبين في البقاء، وعودة مؤسسات الدولة إلى المنطقة، كما فتح الطريق الدولي حمص ــ حماة. وفي ضوء وصول أعداد جديدة من المرحّلين إلى إدلب، من المسلحين والمدنيين، اعتبر المستشار الخاص للمبعوث الأممي، يان إيغلاند، أنه «لا يمكن أن تكون لدينا حرب في إدلب. أواصل قول ذلك الآن لروسيا ولإيران ولتركيا وللولايات المتحدة ولأي طرف قد يكون له تأثير». وحول الاتفاقات الأخيرة في محيط دمشق وريف حمص، رأى أنه «سيكون من الأفضل حمايتهم (المدنيين) حيث يوجدون، نظراً إلى أن إدلب باتت مكتظة بالنازحين الذين يقيمون في العراء وفي مخيمات مزدحمة أو في مراكز تجميع».
تزامناً مع ما سبق، برز إعلان الجيش الأميركي أن مجموعة حاملة الطائرات «هاري ترومان» القتالية قد انضمت أول من أمس، إلى قوات «التحالف الدولي» الناشطة في العراق وسوريا ضمن «عملية العزم الصلب». وأفاد موقع «البحرية الأميركية» بأن طائرات حربية من المجموعة المتواجدة في شرقي البحر المتوسط نفّذت طلعات جوية فوق سوريا، من دون تحديد طبيعة تلك الطلعات أو موقعها.
وفي موازاة ما سبق، كشفت وزارة الدفاع الروسية ومصادر ديبلوماسية غربية أن وفد «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية» قد أنهى عمله في مدينة دوما، وهو ما أكدته المنظمة في وقت لاحق. وقال المتحدث باسمها في بيان نشر على موقعها الرسمي، إن «مهمة جمع الحقائق في دوما اكتملت»، ناقلاً شكر «المدير العام لأعضاء فريق العمل على شجاعتهم ومهنيتهم». ولفت إلى أنه «ﺗﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻌﻴﻨﺎت إﻟﻰ ﻣﺨﺘﺒﺮ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺣﻴﺚ ﺳﻴﺘﻢ ﺗﻘﺴﻴﻤﻬﺎ ﺛﻢ إرﺳﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﺨﺘﺒﺮات اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ... وقد يستغرق تحليل العينات ما لا يقل عن ثلاثة إلى أربعة أسابيع».