يُعد نموذج «ريد بول» الأشهر في عالم المستديرة من حيث تعدّد الملكية. تملك شركة مشروبات الطاقة ناديي أر بي لايبزك الألماني وريد بول سالزبورغ النمسَوي. وفي موسم 2016/2017، سمحت مراكز الفريقين في دوريّهما المحلي بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا، ما فتح جدلاً في الوسط الكروي. وبعد أشهرٍ من المشاورات والتحقيقات من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، قرّر «يويفا» أن الناديين سوف يكونان مؤهلين للمنافسة في دوري الأبطال لموسم 2017/2018.
وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم حينها: «بعد تحقيقٍ شامل، بالإضافة إلى العديد من التغييرات المهمة في الحوكمة والتغييرات الهيكلية التي أجرتها الأندية (في ما يتعلق بالمسائل المؤسسية والتمويل والموظفين وترتيبات الرعاية وما إلى ذلك)، تبيّن أنه لا يوجد فرد أو كيان قانوني له تأثير حاسم على أكثر من نادٍ مشارك في مسابقة الأندية الأوروبية».

حادثة «ريد بول» تتكرر اليوم من بوابة قطبَي مدينة مانشستر تحديداً، ما يضع استحقاقاتهما الأوروبية للموسم المقبل في موضع شك.

بفوزه على جاره مانشستر سيتي (2-1) في نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي، دخل مانشستر يونايتد مباشرةً في مرحلة المجموعات من الدوري الأوروبي، ومن المقرر أن ينضم نادي نيس الفرنسي إلى «الشياطين الحمر» بإنهائه «ليغ 1» في المركز الخامس، علماً أن الناديين مملوكان جزئياً لمؤسس شركة «INEOS»، السير جيم راتكليف.

من جهته، يشارك مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل من الباب الواسع بتتويجه بطلاً للدوري الإنكليزي، فيما حجز «النادي الشقيق» لأزرق مانشستر، جيرونا، مقعداً في المسابقة القارية الأهم على صعيد الفرق بعد إنهائه استحقاق مسابقة الدوري الإسباني في المركز الثالث. وتملك مجموعة «سيتي» لكرة القدم الفريقين، التابعة لمجموعة أبو ظبي المتحدة.

بموجب قواعد ملكية الأندية المتعددة في الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لا يمكن لأي فرد أو كيان قانوني أن يكون له سيطرة أو تأثير حاسم على أكثر من نادٍ واحد في نفس مسابقة تابعة لـ«يويفا».
ستقرر لجنة مستقلة ما إن كان بإمكان الأندية الشريكة الظهور في نفس المسابقات


وتنقسم السيطرة والتأثير الحاسم إلى أربعة أجزاء رئيسية من المعايير التي يجب على الأندية استيفاؤها: حقوق المساهمين، والدعم المالي، وإدارة النادي، والانتقالات.

بحسب «سكاي سبورتس»، سيقوم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإجراء تقييم أكثر تفصيلاً حول ما إن كان هناك تأثير حاسم، وسوف تقرر لجنة مستقلة بعد ذلك إمكانية ظهور تلك الأندية الشريكة في نفس المسابقات من عدمها، على أن يتم اتخاذ القرار بحلول بداية تصفيات دوري أبطال أوروبا في منتصف يوليو.

تبعاً للتقرير، فإن مستثمر الأقلية الجديد في مانشستر يونايتد السير جيم راتكليف - الذي تسيطر مجموعته «INEOS» على عمليات كرة القدم وتمتلك 27.7% من النادي - هو أيضاً المساهم الأكبر في نادي نيس الفرنسي. عليه، سيتعين على الشركة أن تثبت للاتحاد الأوروبي لكرة القدم أنها ليس لديها تأثير حاسم على كل من نيس ويونايتد من خلال الدعم المالي والحوكمة.

ومن المرجح أن يتم التحقيق في الأدوار الدقيقة لراتكليف والشخصيات الرئيسية الأخرى مثل السير ديف برايلسفورد، نظراً إلى أنهما مشاركان بشكل مباشر في يونايتد ونيس.

وعلى خطٍّ موازٍ، تُعد مجموعة «سيتي» لكرة القدم هي المساهم الأكبر في بطل الدوري الإنكليزي الممتاز، بينما تمتلك أيضاً 44.3% من نادي جيرونا الإسباني.

بنظرةٍ أولية، يبدو من المحتمل أن تحتاج مجموعة «سيتي» لكرة القدم إلى تقليص حصتها في جيرونا حتى يتمكن الفريقان من المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

وفي حال فشلت الأندية الشريكة في تلبية معايير الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فيمكن أن يظهر واحد فقط من الناديين الشريكين في نفس المنافسة، على أن يحدد «يويفا» الفريق المؤهل تبعاً لعدة معايير منها المركز الأعلى ضمن جدول الدوري الخاص به.

عليه، يتم استبدال النادي الآخر الذي لم يتم قبوله في المنافسة الأوروبية بالنادي التالي صاحب المركز الأفضل في البطولة المحلية.

وهذا يعني أن تشيلسي سيتم ترقيته إلى الدوري الأوروبي ليحتل مكان يونايتد في حال لم تتمكن شركة «INEOS» من تلبية معايير «يويفا»، في حين سيكون أتلتيك بلباو المستفيد الرئيسي من عدم وصول جيرونا إلى دوري أبطال أوروبا، حيث سيتم ترقيته إلى أهم المسابقات الأوروبية إثر حصوله على المركز الخامس في الدوري الإسباني.

هذه الاحتمالات تبقى ضئيلة تبعاً للوسط الرياضي، لكنها غير مستبعدة. الحقيقة المطلقة تتمثل بسباق يونايتد وسيتي الزمن لترتيب هيكل ملكيتهما بما يتناسب مع قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، هرباً من عواقب هما بغنى عنها.