يفرض الإرباك الذي أحدثته المقاومة على «الجبهة الشمالية» نفسه على المشهد السياسي والإعلامي الإسرائيلي بالتساوي مع العدوان على غزة وملف الأسرى، فيما اتهمت وسائل الإعلام العبرية المتحدث باسم جيش الاحتلال بأنه «يخفي الحقيقة على الحدود الشمالية»، مشيرة إلى أن حزب الله يركز على الطائرات الانتحارية المُسيّرة التي «تصطاد» جنود قوات الاحتلال على طول الحدود، فـ«كل يوم هناك طائرات من دون طيار تدخل إلى المنطقة الشمالية في إسرائيل، وتلتقط الصور وتعود، وبعد بضعة أيام تضرب الطائرات الانتحارية».وأشار المراسل العسكري لموقع «والاه» العبري إلى أن «أجساماً مشبوهة تحلّق عند الحدود الشمالية، واحداً تلو الآخر، متسائلاً: «أين القوة الجوية؟ أين المخابرات؟ أين الجيش الإسرائيلي؟». فيما أشارت قناة كان العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي اعترض أمس طائرة من دون طيار تابعة له عن طريق الخطأ قرب شلومي في الجليل الغربي، ما أدى إلى نشوب حريق في المنطقة جراء سقوط الشظايا.
ونقلت وسائل إعلام عبرية مشاهد الدمار في المستوطنات الشمالية، فأشارت صحيفة «إسرائيل اليوم» إلى أنه عند «مدخل أفيفيم في الجليل الغربي، هناك ثلاث سيارات محترقة، وعلى مسافة غير بعيدة وُضعت لافتة مكتوبٌ عليها: خطر، أمامكم محور». ونقلت الصحيفة عن رئيس مستوطنة أفيفيم قوله: «أصعب شيء بالنسبة إلي هو رؤية التهجير هنا، إنه أمر يؤلمني حقاً، لنفترض أنه سيكون من الممكن العودة إلى أفيفيم غداً، لن تتمكن 20 عائلة من ذلك، لأن ليس لديهم مكان يعودون إليه».
وفي إطار تأثير الوضع المتأزّم شمالاً على حكومة الاحتلال، وما ينتجه ذلك من صراعات بين أعضائها، قال عضو الكنيست الإسرائيلي يوليه ملينوبسكي: «نحن كما يبدو لا يجب أن نسأل رؤساء دولتنا، لا رئيس الحكومة ولا غيره، عن مستقبلنا في الشمال، وهل سنفتح عاماً دراسياً أم لا، بل يجب علينا أن نسأل شخصاً واحداً هو الأمين العام لحزب الله (السيد) حسن نصرالله، ولنتقدم بالسؤال مباشرة له».
في الأثناء، واصل حزب الله عملياته على طول الحدود مع فلسطين المحتلة، فاستهدف انتشاراً ‏لجنود العدو في محيط موقع عداثر، وآخر في محيط موقع جل العلام، وموقعَي الرمثا ‏في تلال كفرشوبا، وزبدين في مزارع شبعا، وثكنة ‏زرعيت، ومبنى يستخدمه ‏جنود العدو في مستعمرة المنارة.
ونعى حزب الله الشهيدين سامر كامل ياسين وحسين محمد عطوي من بلدة حولا في جنوب لبنان. ‏