قبل أيام، وفي جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت في نيويورك، عمد رئيس حكومة العدو الإسرائيلي إلى استغلال منبرها لتوجيه اتهامات للمقاومة في لبنان، المتمثلة بـ«حزب الله»، بإقامة مخازن ومعامل لتطوير «صواريخ دقيقة» قرب مطار بيروت الدولي، وبين المدنيين، «بأمر من إيران»، محدداً مواقعها على الخريطة، ومؤكداً أن «من حق إسرائيل إحباط إنتاجها أو تحويلها». توالت الردود على الادعاءات الإسرائيلية، لبنانياً ودولياً، إذ حذّرت روسيا منذ يومين، الحكومة الإسرائيلية، من «توجيه ضربة للبنان». كذلك، قام وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، اليوم، بتنظيم جولة لعشرات السفراء والدبلوماسيين الأجانب، والصحافيين، على المواقع المذكورة لإظهار «زيف الادعاءات الإسرائيلية».نفى وزير الخارجية اللبناني اتهامات إسرائيل لحزب الله بتجهيز مواقع تخزين صواريخ دقيقة قرب مطار بيروت، وقال باسيل في كلمة ألقاها بالإنكليزية أمام الدبلوماسيين في وزارة الخارجية إن لبنان «يرفع صوته اليوم متوجهاً إلى كل دول العالم، وخصوصاً أعضاء مجلس الأمن، وتحديداً الأعضاء الدائمين، لدحض الإدعاءات الإسرائيلية». كذلك، شدد على أن «اللبنانيين لن يقبلوا أن تُستعمل الأمم المتحدة كمنبر للاعتداء على سيادة لبنان وللتحضير لاعتداء جديد عبر ادعاءات ليست ثابتة، ولا تحفظ بالحد الأدنى حق لبنان الدائم في الدفاع عن نفسه وحقه في استعمال كل وسائل المقاومة المشروعة لتحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي». وهنا أبرز ما ورد في كلمته:
إسرائيل تسعى لتبرير عدوان آخر على لبنان بمزاعم عن مواقع صواريخ حزب الله
إسرائيل لا تحترم القرار الدولي 1701 و(رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو يستخدم منبر الأمم المتحدة لتبرير خرق إسرائيل للقرارات الدولية، ومن دون أي براهين قال إن هناك 3 مخازن صواريخ قرب مطار بيروت
سنكتشف معاً صحة وإمكانية وجود صواريخ لحزب الله قرب مطار بيروت
سنذهب إلى المواقع التي تحدث عنها نتنياهو قرب مطار بيروت وستكونون شهوداً على كذب نتنياهو
لبنان ملتزم بالقانون الدولي والقرارات الدولية وهو لا يلتزم النأي بالنفس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أرضه وشعبه
لا بعقل وحكمة حزب الله ولا بمصلحة لبنان يمكن أن يتم تخزين صواريخ من النوع الذي زعمته إسرائيل من دون أن تكون مرئية
رئيس الأركان الإسرائيلي يرد عليه الجيش اللبناني، وعندما تهدد إسرائيل ندرك مدى ضعفها
في ملعب نادي العهد، الذي أشار اليه نتنياهو كمخزن للصواريخ المتطورة(مروان بو حيدر)

بعد الكلمة التي ألقاها باسيل، توجّه مصطحباً ــــ في خطوة نادرة ــــ عشرات السفراء والدبلوماسيين والصحافيين اللبنانيين والأجانب، في جولة على المواقع التي أشار إليها نتنياهو في كلمته أمام الأمم المتحدة. وشارك 73 دبلوماسياً من رؤساء بعثات أو ممثلين عنهم، في الجولة مع باسيل، والتي وضعها الأخير في إطار «الدبلوماسية المضادّة»، بينما غابت السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد بداعي السفر، من دون أن تنتدب من يمثّلها، وفق مصادر في وزارة الخارجية. ومن على ملعب العهد، أحد المواقع التي أشار نتنياهو لها، اعتبر السفير الإيراني في لبنان، أنه «بهذه الجولة، تم تأكيد المؤكد أن هذا العدو يفعل أي شيء لتحويل الرأي العام ضد حزب الله والمقاومة». كما اعتبر السفير الروسي أن «الادعاءات الإسرائيلية من الأمم المتحدة غير حقيقية وغير منطقية»، وشملت الجولة المواقع الثلاثة التي قال نتنياهو إنها تحوي صواريخ دقيقة وأبرز صوراً لها، ولا سيما محيط ملعب للغولف وملعب نادي العهد الرياضي.