بعدما أعلن العدو، رسمياً، انسحاب معظم قواته من شمال قطاع غزة، سُجّلت أمس، اشتباكات بين المقاومين وقوات الاحتلال في بيت حانون وبيت لاهيا، الواقعتين في أقصى شمال القطاع، واللتين تعرّضتا، في المقابل، لقصف إسرائيلي، إضافة إلى جباليا القريبة. كما شهدت المنطقة الواقعة جنوب حي الزيتون، على أطراف المنطقة الوسطى، اشتباكات أيضاً، حيث لا تزال القوات الإسرائيلية موجودة هناك، في إطار حماية عناصرها العاملين في الوسط، ومنع اتصال المقاومين بين الشمال والوسط. كذلك، تستمر العمليات الإسرائيلية في المنطقة الوسطى من القطاع، وتحديداً في مخيّمات البريج والمغازي شرق شارع صلاح الدين، والنصيرات والزوايدة غربيّه. أما في الجنوب، فلا تغيّرات كبرى في الخارطة الميدانية في منطقة خان يونس، حيث تواجه قوات الاحتلال مقاومة شرسة هناك، فضلاً عن كون الجيش الإسرائيلي يعمل في هذه المنطقة بطريقة مختلفة عن تلك التي عمل بها في الشمال، حيث يعتمد جنوباً على المعلومات الاستخبارية، ويبحث عن الأهداف الدسمة، من مثل الأنفاق والأسرى وقادة المقاومة. ولذلك، يعمل بوتيرة نيران أقلّ، وبتخطيط وحذر أكبر. واعترف رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أمس، بأن «القتال في غزة معقّد، وهناك عدو استعدّ منذ فترة طويلة بشكل منظّم»، مشيراً إلى أن «هذا قتال طويل يشمل العديد من الجبهات ويتضمّن الكثير من التحديات».