يتدرج رجل الأعمال بهاء الحريري شيئاً فشيئاً لدخول المعترك السياسي والإنتخابي. بعد تعيينه صافي كالو ممثلاً سياسياً له في بيروت، وخروجه الأسبوع الماضي، برسالة متلفزة يعلن فيها «استكمال مسيرة والده»، ها هو أخيراً، يصرّح لصحيفة سعودية أمس، معلناً عزمه على خوض الإنتخابات النيابية في بيروت. هذه الأجواء التي تتزامن مع خروج شقيقه من الحياة السياسية والإنتخابية، وانطفاء إعلامه بشكل كامل، تدخل على خطها «منصة بيروت انترناشيونال» التي استقطبت الى اليوم، وجوهاً اعلامية معروفة بدأت العمل مع الحريري الأب وانتهى بها المطاف خارج مؤسساته بعد إعلان إفلاس نجله. وجوه ظهرت تباعاً على المنصة البيروتية، وانحازت سريعاً الى مالكها، لنصل اليوم الى استراتيجية مختلفة، تحاول اختراق شخصيات إعلامية وأخرى ذات صلة بالإرث الحريري الأب سياسياً في سبيل تحطيم صورة سعد الحريري، واعلان الولاء لشقيقه. في هذا الإطار، كان بارزاً امس خروج زاهر عيدو نجل وليد عيدو الذي اغتيل عام 2007، ويعدّ من صقور «المستقبل» ومن الأسماء التي كان لها ثقلها في الشارع البيروتي. وفي مقابلة مع «بيروت سيتي» وصفتها الأخيرة بـ «القنبلة السياسية»، هاجم عيدو سعد الحريري، وكشف أن الأخير أراد في انتخابات 2005، اقصاء والده عن الإنتخابات، لكن الأخير «وقف في وجهه». ولم يكتف عيدو بهذا القدر من الهجوم على الحريري، إذ اتهمه بالتسبب في ترك عمله وتكبيده دفع تكاليف الإنتخابات الماضية من جيبه. عيدو دعا الناس إلى عدم الوثوق بالحريري، واعتباره «منزهاً» فقط لأنه نجل رفيق الحريري، قائلاً :«اللي بدو يشتغل سياسة منو نضيف». كما دعا «السنّة» الى المشاركة في الإنتخابات «لإحداث التغيير»، ولو بورقة بيضاء. ليس عابراً أن تلجأ المنصة البيروتية التي يملكها بهاء الحريري الى استراتيجية استحضار شخصيات سياسية أرخت بثقلها على المشهد البيروتي إبان حقبة الحريري الأب، والإستعانة بها للهجوم على سعد الحريري، وتأليب «الشارع السني» ضده، وبالتالي دفعه الى الإرتماء في أحضان شقيقه بطريقة غير مباشرة على أبواب الإستحقاق النيابي.