أثار التقرير الأخير لـ «منظمة مراسلون بلا حدود»، ضجة عارمة في ألمانيا، بعد تراجع الأخيرة إلى المرتبة الـ 13 في مؤشّر حرية الصحافة في العالم، لما شهدته من تظاهرات مضادة للإغلاق العام في البلاد، شملت اعتداءات على صحافيين، كانوا يقومون بواجبهم المهني. كما تعرّض هؤلاء إلى الشتم والسحل والمنع من التغطية.تراجع ألمانيا واحتلالها مرتبة متدنية مقارنة بالأعوام الماضية دفعا وزيرة العدل، كريستين لامبرشت، إلى إبداء قلقها إزاء هذا الوضع، إذ أدانت الاعتداءات على الصحافيين، قائلة في حديث تلفزيوني :«لا يمكننا كمجتمع ديمقراطي قبول الاعتداءات تحت أي ظرف من الظروف، ومن يرمي نداءات عن صحافة كاذبة أو إعلام نظام يهيئ لمناخ من العنف». بدورها، عبّرت «جمعية الصحافيين الألمان» عن قلقها أيضاً، مشيرةً إلى أعمال العنف المتكررة التي حصلت بحق المراسلين خلال الأشهر الأولى من العام الحالي. وفي السياق نفسه، انتقد المدير الإداري لـ «منظمة مراسلون بلا حدود»، كريستيان مير، في حديث لإذاعة «بايرن 2» الألمانية، عدم كفاية إجراءات حماية الصحافيين في ألمانيا، متهماً الشرطة بأنّها «لا تحمي دائماً حقوق الصحافيين بشكل كاف».
ومن جهته، دعا المتحدث باسم السياسة الإعلامية في «الحزب الليبرالي الحر» داخل «البرلمان الاتحادي»، توماس هاكر، الدولة إلى الردّ «على الفور وفي الصميم»، واصفاً أداء ألمانيا بـ «المخزي بقدر ما هو مقلق»، مشدّداً على ضرورة معاقبة المعتدين على الصحافيين خلال التظاهرات بالعقوبة نفسها التي تُفرض على «مرتكبي الفتنة أو النهب».