في تقرير تلفزيوني أمس، أسفت غنى بيّات لأنها اضطرت لاستخدام السوشال ميديا، كسلاح أخير في سبيل استرجاع ابنتها الرضيعة ولو كلفها ذلك بأن تصنف فعلتها بـ«الجرصة»، وخروج خصوصيات حياتها الى العلن. لكن خطوتها هذه يضاف اليها تحرّك جمعيات وناشطات في مجال حقوق المرأة ومقارعة ممارسات «المحكمة الجعفرية» أسهم في انتشار صرختها، وصدور قرار من القضاء الشرعي يلزم الأب بتسليم الطفلة الى أمها. قد يكون مسوّغاً ما أقدمت عليه الأم التي حرمت من رضيعتها (15 يوماً)، لكن بطبيعة الحال، وكما في كل قصة تتحول الى قضية رأي عام، يدخل الإعلام بقوة، حاشراً أنفه في خصوصيات الناس، وضارباً بعرض الحائط أي اعتبار للحظة الخاصة التي جمعت غنى بطفلتها الصغيرة. هكذا، دخلت «الجديد» بقوة على هذا الملف، مستندة الى جو معلوف الذي أسهم بشكل أساسي في استرجاع الطفلة، وربما يشكّل هذا الأمر «بروفة» لبرنامج اجتماعي مقبل على شاشتها بطله معلوف! ففي نقل مباشر أمس، على الشاشة، اقتحمت الكاميرا، وجه الرضيعة واسترقت اللحظة الحميمة الخاصة لدى لقاء الأم بابنتها الصغيرة، وراحت المراسلة (ريف عقيل) تمسك مكروفون المحطة فوق رأس الرضيعة وتقطع هذه اللحظة لتؤكد للأم بأن زوجها لم يكن ينوي الإحتفاظ بالطفلة، وحرمانها منها! إلى جانب المراسلة التي أدخلت بيّات في سجال على الهواء حول خلافها مع زوجها، تدخّل أيضاَ معلوف، ورجل آخر صنّف على أنه «صديق مشترك» راحا يقنعان الأم بضرورة العودة الى منزلها. هكذا، وباستباحة تامة، تستغل قصة شخصية وحسّاسة من قبل الإعلام، الذي لم يقدّر اللحظة التي أرادت بها غنى الإستفراد بابنتها، وتقبيلها ولمسها، لا بل استطاع التعبير عن منظومة ذكورية تتحكم بالبلاد، تمتد من المحاكم وتمرّ بالإعلام الذي روّج أمس بكثرة لرواية الزوج وحرمان الأم من رضيعتها، وليس انتهاء بالمحامين الذين صرّحوا أمس على الشاشات في هذه القضية، الى جانب طبعاً، موجة الكترونية، راحت تسوّغ الأحكام الظالمة للمحاكم الدينية، وتعتبر بأن ما حصل أخيراً، يشكل خطراً على المشهد العام، وقد يكون هذا الأمر صحيحاً بمعناه الإيجابي، بأن تسترد أم رضيعتها في غضون ساعات قليلة، تحت ضغط الميديا والسوشال ميديا وجهود ناشطات كثيرات في هذا المجال، ربما هذا الأمر هال هؤلاء، فاستشعروا بالخوف على اهتزاز الأرض من تحت أقدامهم!