يحتلّ لبنان هذه الأيام حيزاً شاسعاً من تغطية الشاشات السعودية، فيتنقل الحديث عن أزماته الإقتصادية والنقدية بين النشرات والمواجز الإخبارية. وها هو يحطّ أخيراً، في البرامج عبر «مرايا» الذي يعرض على قناة «العربية» ويفترض أنه معني بشؤون الخليج. تحت عنوان «أمثل لبنان يجوع؟»، خرج علينا مقدم البرنامج مشاري الذايدي أمس، ليتغنى بداية بلبنان وبتاريخه العريق في المنطقة، ويتدرج بعدها الى الأزمة التي يعيشها اليوم، والسبب كما قال «حزب الله» الذي «يمسك بقرار لبنان» و«يحتلّ» البلاد «بقوة السلاح المصادر لقرار الدولة». في أقل من تسع دقائق مدة الفقرة، خلط الذايدي بين حقائق تاريخية وربطها بأخرى تبعاً لأجندة المحطة المعادية للحزب، فقد عرّج على المجاعة التي أصابت لبنان في الحرب العالمية الأولى، وأرفقها بمشاهد حديثة أخرى لطوابير اللبنانيين أمام الأفران، ليخلص إلى أن الحزب «يستغل ازمة الدولار ليكون في الأحضان الإيرانية». واستند في ذلك إلى جزئية من كلام أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله بالتوجه الى ايران للمساعدة. ورغم تيقن الصحافي السعودي من أن حصاراً أميركياً محكماً يحدث في لبنان، الا أنه خفف من وطأته، وقال بأن «الحصار الإيراني» هو «القاسي والمجرم بحق الشعب اللبناني». هكذا، وبخطابات شعبوية وباجندات واضحة، تسير الشبكة السعودية لتحكم البروباغندا على حزب الله، وتحمّله مسؤولية الأزمة النقدية الحالية كما دأبت سابقاً. علماً أنها تضع وقائع تنقض ما تتفوه به، وهذه المرة، انتقلت الماكينة الإعلامية الى البرامج، لمحاولة ترسيخها وتوسعها بشكل اكبر.