ما زالت الحملة الميدانية التي قامت بها «الجديد» يوم السبت الماضي، لتوزيع التبرعات تثير موجة انتقادات شديدة، كونها اتكأت على التشهير بالناس، ومسرحة اعطاء المساعدات العينية للناس على الشاشة. موجة حاولت القناة التخفيف من وطأتها، عبر إنكار عملية التشهير، والتركيز على أهمية المساعدة في هذا الوقت لأناس هم بحاجة ماسة اليها. لكن ما انتشر أمس، من فيديو ومن زاوية، يختلف عما أطّرته لنا شاشة «الجديد»، فعاد وأشعل الجدل من جديد. الشريط الذي تظهر فيه مراسلة المحطة ألين حلاق، يبدو أنه ملتقط من أحد المواكبين لفريق المحطة، وللجمعية المعنية بالتوزيع. ظهر في الفيديو جيش من المصورين يصطفون الى جانب بعضهم، ويوثقون حالة الأسى والفقر لرجل مسن، رفض ــ رغم الحاح حلاق ـــ أن يفصح عن وضعه الإجتماعي. وبالتأكيد تحت ضغط هذه العدسات التي لم تحترم خصوصيته، فاضت دموع الرجل العجوز وشعر بالإحراج والحزن. هكذا، تحت عنوان مساعدة الناس، يجري التشهير بهم، ووضعهم في مواقف حرجة، كرمى للإستعراض التلفزيوني الذي يخرج عن أي قواعد تحترم الإنسان.