«صار الوقت»: قراءة سطحية لواقع «خندق الغميق»

  • 0
  • ض
  • ض
«صار الوقت»: قراءة سطحية لواقع «خندق الغميق»
لم يسلط التقرير الضوء على الواقع المأساوي للمنطقة

ضمن دقائق معدودة، وعلى أطراف منطقة «خندق الغميق» التي ذاع صيتها أخيراً بعد أحداث «الرينغ»، عرضت mtv أمس، ضمن برنامج «صار الوقت» تقريراً مقتضباً ادعت أنه يكسر الصورة النمطية للمنطقة. كاميرا البرنامج توجهت الى هناك، وتحدث التقرير عن «الكنيسة السريانية»، وعن «أبنية تراثية يضاهي عمرها الـ150 عاماً» تركها أصحابها بعد التهجير، قبل أن تأتي على ذكر سكان تلك المنطقة، الذين لم يظهر منهم سوى عينة منتقاة، أحدهم تحدث عن تاريخية المنطقة، ودخول الأحزاب اليها في بداية الثمانينيات، لتصير «محسوبة على طائفة واحدة». التقرير نقل لما أسماه بـ«النقاش» بين ابناء المنطقة، وإذا به حديث يتناول الحراك فيوافق المجتمعون على أن قطع الطرق أساء للمتظاهرين. بعدها، انتقل بنا التقرير، الى شاب وشابة، جلسا على كرسيين في الشارع، وأخذا يتحدثان عن معاناتهما جراء سكنهما في «الخندق»، والصورة المنمطة عنها. وكان لافتاً الشاب الذي تحدث بجزء من كلامه باللغة الإنكليزية. عبّر بدوره عن العوائق التي يواجهها في كل مرة يقدم فيها سيرته الذاتية، فيعرف أصحاب العمل أنه من منطقة «خندق الغميق»! طبعاً، ينتهي هنا التقرير المقتضب الذي لم يسقط طبعاً الصورة النمطية للمنطقة. صورة يعكس جزء منها واقع المنطقة التي تعاني من أزمات إجتماعية وإقتصادية حادة. عدا اختياره الشهادات كأنّها تمثل كل سكان المنطقة، وتمريره رسائل طبقية، لم يمرّ على الفئة الشبابية التي تعاني من التهميش والفقر والبطالة، والتي تعدّ بالفعل نموذجية في حال قرر أحدهم دراسة أوضاع المنطقة البيروتية بدقة، بل اكتفى ببعض القشور السطحية التي تكرس مجدداً سياسة تجويف التقارير التلفزيونية من مضامينها وإغفالها باقي عناصر الصورة التي تكوّن بدورها الواقع المعاش، لا المنتقى تبعاً لوجهة نظر القناة. لا شك في أن mtv، وغيرها تحتاج مزيداً من الجهود كي تعكس صورة المنطقة كما هي، بأحيائها وشبابها، ومعاناتهم الأصلية، وغير المختصرة بمجموعة شبان متأنقين يعرفون التحدث بلغة أجنبية!

0 تعليق

التعليقات