فجّر الفيلم الإستقصائي «عين بثينة.. مجازر الأطفال في حرب اليمن» الذي عرضته «الجزيرة» أمس حرباً إعلامية انسحبت على مواقع التواصل بين السعودية وأدواتها الإعلامية من جهة وبين الإعلام القطري الممثل بـ «الجزيرة» من جهة أخرى. الفيلم (36 دقيقة)، يسرد رواية مغايرة لتلك التي روجت لها السعودية، بعد نقل الطفلة بثينة الريمي الى المملكة، وتلقيها العلاج. بثينة الريمي طفلة عمرها اليوم ثماني سنوات، وهي الناجية الوحيدة من المجزرة الوحشية التي ارتبكها العدوان السعودي في آب (أغسطس) عام 2017، على منزلها في صنعاء، واباد عائلتها بالكامل. قصف اعترف العدوان بأنه أتى «نتيجة خطأ»، وتحركت الآلة الدعائية السعودية بعدها، لمحاولة الإلتفاف على الجريمة، بعدما أضحت صورة الطفلة التي كانت متورمة الوجه، وتحاول فتح عينها بيدها، أيقونة عالمية، تفاعل معها الرأي العام واختصرت مأساة أطفال اليمن.
فيلم استضاف عمّها علي الريمي الذي روى ما حدث له في الرياض من عملية استدراج أسماها إختطافاً له ولعائلته، وسجنه في ما بعد هناك لستة أشهر، وإطلاق سراحه وتوجهه الى اليمن مع عائلته. شريط كرس مجدداً الصراع القطري-السعودي، وأفرز تضارباً في المعلومات. فيما قامت «العربية» بالرد على الشريط، عبر استضافة شهود رافقوها في رحلة العلاج، وحاولوا التأكيد بأن عائلتها لم تختطف، وأن إعلام «الجزيرة» يكذب ويستغل مأساة بثينة لأهداف سياسية، الى جانب نشر أنفوغراف عن مساعدة السعودية طبياً للطفلة اليمنية ولعائلتها، كانت «الجزيرة» تنشر فيديوات ومقتطفات مما سيعرض على شاشتها ويعرّي المتاجرة السعودية بالطفلة اليمينة. هكذا، بين هاشتاغي «#عين_بثينة»، و«#استغلال_بثينة» دارت الحرب الإفتراضية رحاها أمس، سيما على تويتر، في محاولة لتكذيب ما عرضته القناة القطرية، من شهادات حية من بثينة شخصياً، ومن عمها وابنه الصغير، الى جانب نشر فيديوات صورت في مرحلة تواجد العائلة في الرياض تناشد العالم على إطلاق سراح علي الريمي، والتأكيد بأن العائلة مختطفة، وموضوعة تحت الإقامة الجبرية.