في إطار أنشطة «شهر الفرنكفونية»، نظمت «الوكالة الجامعية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط»، ندوة نقاشية بعنوان «الصحافة الفرنكوفونية في الشرق الأوسط: الممارسات والتحدّيات»، في مقرها في بيروت، شارك فيها المدير التنفيذي لصحيفة «لوريان لوجور» ميشال حلو، والصحافية في وكالة «فرانس براس» أسيل طبّارة، ومراسل «راديو فرانس إنترناسيونال» في لبنان وسوريا بول خليفة، ومدير قسم «الماجستير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات» في جامعة «القدّيس يوسف» نصري مسرّة. الندوة التي أدارتها نضال أيّوب، رئيسة «جمعية خرّيجي الدراسات العليا في الصحافة الناطقة باللغة الفرنسية» (AFEJ)، استهلها مدير «الوكالة الجامعية للفرنكوفونية»، جان نويل باليو، بالتذكير بأن الصحافة الفرنكفونية، تعاني في الشرق الأوسط من تداعيات الأزمة المالية التي تواجهها وسائل الإعلام التقليدية ومن انهيار الأسواق الإعلامية، الى جانب ما وصفه «بنفور القرّاء التقليدييّن». ولفت الى أنه ينبغي لهذه الصحافة التكيّف من أجل البقاء. وبعدها استعرضت الندوة تجربة «لوريان لو جور»، الصحيفة الفرنكفونية المكتوبة الوحيدة في لبنان، التي تكبدّت خسائر مالية، مقابل نجاحها في التجديد «وفي إضفاء القيمة على محتوياتنا (..)، وفي التركيز على التكنولوجيا الرقمية وتقبّل ضرورة الدفع لقاء قراءة محتوى جيد» بحسب ميشال حلو. وهذا الأمر برأيه ساعد الصحيفة في تدبير أمرها، من خلال قرائها «الأوفياء جداً في لبنان ونموها في الخارج وفي صفوف المغتربين». بدورها، شدّدت الصحافية في «فرانس برس» أسيل طبارة، على أن اللغة الفرنسية، باتت ركيزة أسهمت في تطوير انتاج المعلومات بلغات أخرى، سيما العربية. أما بول خليفة، مراسل «راديو فرانس إنترناسيونال» في لبنان وسوريا، فأشار الى أن الأزمة التي عصفت بالصحافة كانت سابقة للأزمة العامة التي نعيشها اليوم. وفي الحديث عن تجربة الإذاعة الفرنسية، أكد خليفة أن الغاية من الفرنكوفونية: «هي القوّة المنبثقة من قيام عشرات ملايين الأشخاص من جميع القارات ومن أصول مختلفة بالاستماع إليك وتقديرك». ودعا الى « إضفاء الديموقراطية على الفرنكوفونية واعتبارها أداة لنقل المعرفة لا أداة مرتبطة بالهوية». من جهته، لفت نصري مسرّة الى أننا نستخدم التطور التكنولوجي مع ممارسات قديمة، ما يستدعي التجدد، وهو أمر لن يحصل قبل عقود من الزمن. وأكد أنه في ما يتعلّق بالأخبار المزيّفة والتحقّق من الوقائع، من الضروري فهم الديناميّة الخاصّة بوسائل التواصل الاجتماعي. وختمت الندوة بمداخلة لمستشارة «وزيرة الإعلام لشؤون الفرنكوفونية» اليسار ندّاف، التي نوهت بتمسك المسؤولين في الوزارة بالمحتوى الثقافي العالي الجودة. وأشارت الى «أنّ الفرنكوفونية هي جزء من ثقافتنا على الرغم من الصعوبات المالية التي نواجهها»، إذ لا تزال وسائل الإعلام الفرنكوفونية «تناضل لضمان استمراريتها لاسيما عن طريق الشراكات والإنتاج المشترك».