في تأكيد جديد لمتانة علاقة إدارة الرئيس دونالد ترامب، بنيودلهي، والتزام الطرفين التقارب لمواجهة «المخاطر الإقليمية»، عبّر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، في نيودلهي، أمس، عن قلق بلاده إزاء «التهديد» الذي تُمثّله «جماعات متطرفة» على «استقرار الحكومة الباكستانية وأمنها».
وأعلن تيلرسون الذي وصل إلى الهند مساء أول من أمس، بعد توقف وجيز ومتوتر في إسلام أباد، أنّ «الكثير من الجماعات المتطرفة» تجد ملاذات آمنة داخل باكستان لشنّ هجمات على دول اخرى. وأضاف أنّ لباكستان مصلحة «ليس فقط في احتواء تلك المنظمات، بل في القضاء عليها في النهاية».
وأشار أثناء حديث إلى الصحافيين في نيودلهي، إلى أنّ واشنطن «قلقة إزاء استقرار الحكومة الباكستانية وأمنها أيضاً، وقد عبّرت عن هذا الأمر لقادة باكستان». وتابع: «هذا يمكن أن يُشكِّل تهديداً لاستقرار باكستان. ليس من مصلحة أحد أن يتزعزع استقرار حكومة باكستان».

كان تيلرسون قد دعا إلى مزيد من التعاون مع الهند في مواجهة الصين

وجدير بالذكر أنّه قبيل زيارة نيودلهي، دعا تيلرسون إلى مزيد من التعاون مع الهند في مواجهة تنامي النفوذ الصيني في آسيا، وقال إنّ واشنطن تريد رؤية قارة «حرّة ومنفتحة» تقودها «ديموقراطيات مزدهرة». ورأى أيضاً أنّ بكين تتصرف أحياناً خارج الأعراف الدولية، مشيراً إلى النزاع في بحر الصين الجنوبي كمثال على ذلك.
وجاءت زيارة تيلرسون لباكستان، وهي الأولى التي يقوم بها مسؤول بارز في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للدولة التي تمتلك السلاح النووي، بعد أشهر من ضغوط واشنطن على باكستان لدعمها المفترض لعناصر «طالبان».
وتأتي الزيارة أيضاً بعد زيارة غير معلنة لأفغانستان الاثنين، حيث أكد تيلرسون الالتزام الأميركي تجاه أفغانستان، وحذر من أنّ واشنطن قدمت «طلبات محددة جداً» لباكستان بخصوص «الجماعات المتطرفة».
وكان ترامب قد اتهم إسلام أباد بإيواء «عناصر يزرعون الفوضى» ويمكن أن يهاجموا قوات «الحلف الأطلسي» التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان المجاورة. وكثيراً ما تتهم واشنطن وكابول، إسلام أباد بإيواء «متطرفين أفغان»، ومنهم عناصر من «طالبان». وتنفي باكستان باستمرار التهم، وتقول إنّها تتواصل معهم فقط سعياً لإحضارهم إلى محادثات السلام.
لكن وزير الخارجية الأميركي الذي استُقبل بفتور خلال زيارته لإسلام أباد التي استغرقت أربع ساعات فقط، قال إنّ الولايات المتحدة لن تتهاون مع «الملاذات الآمنة للمتطرفين». وشكر الهند على «دعمها في محاربة التطرف»، مضيفاً أنّه «في الحرب على الإرهاب، ستستمر الولايات المتحدة في الوقوف جنباً إلى جنب مع الهند».
(الأخبار، أ ف ب)