مقالات مرتبطة
«عطارد» إحدى أهم الروايات العربيّة، لكنّ أهمّيتها تتضاءل جمالياً. قد ترتبك لو قورنت بجماليّات الرعب في روايات أخرى لأنها استسهلت التوصيف الكابوسي في حين كان يُفترض بها سحب جمال الإيقاع المشدود ليشمل اللغة والشخصيات والجو الجحيمي. الجحيم هنا مرعب من دون أن يكون مرسوماً بحرفيّة وجمال شديدين. أهميّة الطرح والأفكار والتعدد المدهش للشخصيات رغم ضيق المشهد لم تُسهم في رفع الجماليّات الفنيّة، كما في رواية ربيع الأولى «كوكب عنبر» التي لا تزال أجمل من «عطارد» رغم التفوّق التقني للأخيرة.
تحتمل الرواية قراءات وتحليلات كثيرة، وهنا مكمن أهميتها. لو تناولنا شخصيّة «أحمد عطارد» وحدها سنكون بحاجة إلى قراءة تحليليّة مستقلة لها. تُعيد شخصيّة عطارد زمن الشخصيات الروائية العصية على النسيان، الذي ربما لم نلمحه عربياً منذ شخصية دانيال/ يالو في رواية «يالو» لإلياس خوري. إذ نكاد لا نعثر على شخصيّات تستحق التكريس في روايات العقدين الأخيرين التي تبدو بلا ملامح. محمد ربيع كاتب - قارئ. كاتب يحترم قارئه، ويُدرك أهميّة البعد المعرفي في تطور الكتابة؛ وهذا بات نادراً في المشهد الروائي العربي.
«عطارد» ـ دار التنوير