بعد 13 عاماً من طرح جيمس كاميرون لفيلم الخيال العالمي والفانتازيا «أفاتار» (192 د) عرض المخرج الكندي الجزء الثاني من الذي طال انتظاره في لندن أمس الثلاثاء.ويعود الجزء الثاني بعنوان «أفاتار: طريق المياه» بالمشاهدين إلى عالم باندورا الساحر، حيث حارب شعب نافي الأزرق في الجزء الأول البشر المستعمرين الساعين إلى السيطرة على الموارد الطبيعية للقمر.
ويعود الممثلان سام ورذينجتون وزوي سالدانا في الجزء الثاني من الفيلم، الذي تدور أحداثه بعد مرور عقد من الزمن، بشخصيتيهما جيك سولي ونيتيري وهما الآن والدان ولديهما خمسة أبناء.
وتضطرب حياتهما الهادئة في الغابة بسبب عودة «شعب السماء»، وهو الاسم الذي يطلقه شعب نافي على البشر، لملاحقة سولي. وفي محاولة لحماية أسرتهما وعشيرتهما، يهرب سولي ونيتيري وأبناؤهما إلى أرض بعيدة ويلجؤون إلى عشيرة متكاينا.
وكان على أفراد الأسرة، الذين تأقلمت أجسادهم ومهاراتهم على حياة الغابة، أن يتعلموا بسرعة أساليب التعامل مع المياه للنجاة فيما يواجهون تهديد عدوهم المحدق.
في تصريح لوكالة «رويترز» خلال العرض الأوّل، قال ورذينجتون: «هذا عمل مفعم بالحب على مدار عشر سنوات». وأضاف: «إنّها قصة موجعة، وعظيمة، وقوية جداً، تأمل أن تمس (الجمهور) لكنها ليست نسخة طبق الأصل من الجزء الأول، لقد وسعنا العالم فعلاً، ووسعنا وحدة هذه الأسرة».
من ناحيتها، أكدت سالدانا إنّ عودتها لأداء هذا الدور كانت «مفعمة بالمشاعر». وتابعت: «كان الأمر مثيراً، ومخيفاً أيضاً... يبدو أن جيم رفع السقف لنفسه وهذا يعني أن أمام كل واحد منا تحدياً جديداً عليه أن يجتازه».
وتلعب سيغورني ويفر دور «كيري»، الابنة التي تبناها نيتيري وسولي. ووالدتها البيولوجية هي الطبيبة جريس أوجستين التي لعبت ويفر دورها في الجزء الأول من الفيلم.
وقالت ويفر «العمل كله كان بمثابة مغامرة مذهلة».
وفيلم «أفاتار» الذي عرض للمرة الأولى عام 2009 هو الأكثر تحقيقاً للأرباح على الإطلاق، إذ بلغت قيمة مبيعات تذاكره حول العالم 2.9 مليار دولار أميركي.
ومن المخطط إنتاج أربعة أجزاء أخرى منه حتى عام 2028.
في هذا الإطار، ذكر المنتج جون لانداو أنّه «لم أشك أبداً أن هذا اليوم سيأتي لأنني قرأت السيناريوات الأربعة... لكن أعتقد أن ضخامة المهمة وبناء العالم... وصناعة مستوى جديد من التفاصيل... كان صعباً»، مضيفاً أنّ أغلب الجزء الثالث تم تصويره بالفعل.
وتابع: «سنستمر في استكشاف مواقع تصوير جديدة لباندورا، وسنستمر في مقابلة عشائر جديدة ومختلفة».
يعوّل قطاع السينما على «أفاتار: طريق المياه» لتأكيد استمرار الشاشات الكبرى على قيد الحياة، بعد تراجعها أمام منصات البث التدفقي.
ولا يقتصر الطموح على ذلك، بل يشمل أيضاً المراهنة على أنّ هذه التتمة التي تبدأ عروضها التجارية في دول عدة في 16 كانون الأول (ديسمبر) الحالي ستتمكن من تجاوز الجزء الأوّل وأن تفتح الطريق أمام ولادة سلسلة أفلام تحصد نجاحاً كبيراً على غرار ذلك الذي عرفته ظاهرة «حرب النجوم».
وعلى صعيد آخر، يشكّل الطريق تحدياً كبيراً لجيمس كامرون الذي يُعتبر ملك شباك التذاكر العالمي بلا منازع، إذ حقق الرقم القياسي تلو الآخر، بدءاً بفيلم «تايتانيك»، ثم مع الجزء الأول من «أفاتار» الذي لا يزال إلى اليوم الأعلى مدخولاً في العالم. كذلك، يمثّل الفيلم محطة بالغة الأهمية لشركة «ديزني»، إذ إنّ مشاهد الجزء الثالث أُنجزت تقريباً، وثمة توجه لجزء جديد من «أفاتار» كل عامين، على الأقل حتى الخامس عام 2028.