على بساطته، قد يجسّد المثل الشعبي الدارج «من ليس له قديماً لن يكون له جديداً» فلسفة ومنطقاً بليغاً، كونه يلخّص مقوّمات ومناهج العمل بناءً على الخبرة الكافية والدراية الملمّة. ولعلّ هذا المثل الحكيم ينطبق في جوهره على مكامن معيّنة من الصناعة السورية الأبرز وهي الدراما، والتي تشي في بعض معطيات موسمها الحالي، بدفق إيجابي واضح، وبعودة بعض قدامى الكار إلى الميدان! بداية مع رجعة المنتج هلال أرناؤوط إلى سوريا وانفتاحه على جميع الآراء ووجهات النظر، ثم إعلان شركة «بانة» (المنتج عماد ضحيّة) عن رغبتها في تصدّر المشهد الفني مجدداً، من خلال إنتاجات خاصة بالدراما التلفزيونية. علماً أنّ الشركة التي تأسست عام 2004 عملت كتوأم مع شركة المخرج نجدت أنزور لفترة معيّنة، ثم انفصلت لتنجز منفردة، كما أنّها لم تتوقف عن الشغل، ولم تغلق مكاتبها طيلة سنوات الحرب! لكنها حرفت وجهتها صوب مهام مختلفة بعضها تمثّل في السوشال ميديا وهي أوّل من استثمر في هذا المجال محلياً.
على كلّ حال، مَن يعرف «بانة» يدرك أنّها وسّعت لنفسها مطرحاً يسيراً في أرشيف الدراما السورية من خلال كوكبة أعمال مشغولة على سنّارة الحرفة! من «قمر بني هاشم» (محمود عبد الكريم ومحمد الشيخ نجيب) إلى «ممرات ضيقة» (فؤاد حميرة ومحمد الشيخ نجيب)، مروراً بـ «شتاء ساخن» (فؤاد حميرة وفراس دهني) وصولاً إلى «تعب المشوار» (فادي قوشقجي وسيف السبيعي). لكنّ الماركة التجارية التي باعت أكثر من غيرها وحققت انتشاراً مذهلاً، كانت في مسلسل «صبايا» (مجموعة كتاب ومخرجين) والتي استمرت لخمسة أجزاء وصلت في مطارح معينة إلى حالة تجارية بحتة، بعيداً عن منطق المشروع الذي قدّم منذ عام 2009 دراما لايت خفيفة ترصد يوميات مجموعة من الصبايا السوريات اللواتي قدمن إلى دمشق من بيئات ومحافظات مختلفة، وسكنّ في بيت مشترك واحد، لتدور رحى الأحداث بتباين صريح بين قضايا ناعمة وخفيفة تخصّ الجنس اللطيف، وأخرى ذات وزن في حياة أي امرأة!
على أي حال، اختارت الشركة السورية أن تعود هذا الموسم من خلال جزء جديد من المسلسل، الأمر الذي كشفته النجمة ديما بياعة في أحد البرامج الفنية.
وهو ما أكّده المنتج عماد ضحية في حديثه مع «الأخبار»، معتبراً أنّه من المبكر نوعاً ما الكشف عن بطلات المسلسل وفريقه الكامل وبقيّة معطياته. لكنّه أوضح: «هي رغبة فعلية بالمغامرة بهذه المادة التي حققت انتشاراً كبيراً، من المؤكد أنّ العمل سيكون مختلفاً بالعموم عن منطق ومقترح الحكاية في الأجزاء الأخيرة. والأكيد أنّنا سنرصد يوميات وتفاصيل حياة بطلات القصة، وهن يقمن في منزل واحد، بالاتكاء على عامل جوهري جعل هؤلاء الصبايا يجتمعن مجدداً في بيت واحد، على أن يواكب العمل جيلين، الأوّل هو الذي ظهر في مطلع القصة، وسنلاحظ تأثير الزمن عليه، كما أنّنا سنشاهد جيلاً جديداً ونراقب طريقة تعاطيه مع متغيرات الحياة».