«كرهتُ شريف سلامة من كلّ قلبي لأنه مستفزّ»، هكذا علّقت أنغام على شخصية سيف الدندراوي التي قدّمها شريف سلامة في مسلسل «فاتن أمل حربي» (تأليف إبراهيم عيسى، وإخراج محمد العدل وإنتاج جمال العدل/cbc وتطبيق «شاهد») الذي غنّت أنغام شارته. لم يكن ذلك الاستياء الوحيد الذي صدر عن المغنية المصرية، بل تبعته موجة غضب تجاه سيف بسبب ظلمه لطليقته فاتن (نيللي كريم). بأداء فيه الكثير من الذكاء والخفّة، أطلّ شريف بدور رجل إنفصل عن زوجته، لكنه أقفل جميع الابواب أمامها. في البداية، حرمها منزلها وحقوقها المادية، ثم خاض معها معركة طاحنة ليحرمها حضانة طفلتيها. لم يأت سيف من عالم الخيال، بل خرج من واقع مرير أليم سمته مجتمع ذكوري، تعيش فيه المرأة العربية، لكن سلامة قدّم الشخصية من دون مبالغة أو بهارات نافرة.
توقّف عند أدق التفاصيل. ركّز على تسريحة شعره، وطريقة شرائه للملابس، وحتى نطقه للعبارات عند غضبه من فاتن.
هكذا، لبس سلامة ثوب الرجل الشرير، ولكنه صاحب «القلب الطيب» والنكتة الساخرة. أدوات الانتقام عند سيف حادّة ومؤذية. تارة يظهر خبثه ودهاءه في صراعه مع زوجته و«يجرجرها» إلى المحاكم الشرعية، وطوراً نراه ضعيفاً تجاه زوجته، ولكن يسيطر عليه حبّ التملّك والانتقام.
كان «فاتن أمل حربي» بمثابة الدعسة الأولى لشريف في عالم النجومية، مع العلم أنه صاحب رحلة فنية طويلة. أتاه سيف على طبق من فضّة، فقدّم كل شغفه فيه. يقول سلامة في تصريحاته، بأنه شاهد نماذج رجال يفكّرون بطريقة سيف، ويتعاملون بهذا الاسلوب مع طليقاتهن، ومن هنا أعدّ العدّة لسيف.
كان شريف يبحث عن فرصة للكشف عن مواهبه الدفينة في قصص الحب «اللايت» التي أطل بها سابقاً. خلع ثوب الشخصيات السهلة ووضعها جانباً، وقدّم دوراً يمكن القول بأنه الرابح الاكبر في هذه المنافسة.
* «فاتن أمل حربي» على cbc وتطبيق «شاهد»