رحلت أمس «سيدة الشاشة الفضية»، نهى الخطيب سعادة (1944-2018). الإعلامية والممثلة المخضرمة، التي طبعت زمناً ذهبياً جميلاً لا يتكرر. انطفأت بعد صراع مع المرض، وتغييب قسري عن الشاشة والأضواء، فرضته حالتها الصحية، جراء حادث سير تعرّضت له، في منتصف التسعينيات. المرأة التي عرفت بلباقتها، وبحّة صوتها، وإتقانها الفصحى والعامية على حدّ سواء، طوت اليوم، صفحة مذهّبة، من تاريخ التلفزيون اللبناني والدراما التلفزيونية.
عن عمر مبكر، (18 عاماً)، دخلت سعادة، عالم التلفزيون وتحديداً عام 1962، كمذيعة ربط في «تلفزيون لبنان»،لتدخل بعدها عالم الدراما، مع دور أسند لها في مسلسل «الخديعة» (إخراج :إيلي سعادة- 1970)، الى جانب الفنان الراحل محمود سعيد. عرفت أولى إطلالاتها التلفزيونية مع «ظريف لبنان»، نجيب حنكش، لتكرّ بعدها سبحة الأعمال الدرامية، وأشهرها على الإطلاق: «الجوال»، «حتى نلتقي»، «النهر»، و «لمن تغني الطيور».

عرفت نهى سعادة بأدائها للأدوار الصعبة والمركبة، واقترنت في زمن الإقتتال، واللغة الطائفية البغيضة بالمخرج إيلي سعادة، ضمن زواج مختلط، كما فعلت زميلتها هند أبي اللمع بزواجها من المخرج أنطوان ريمي، وغيرهما من بنات جيلها. برحيلها اليوم، تنهي آلام مرضها التي لازمتها طيلة ربع قرن تقريباً، وتفقد الشاشة الفضية أميرتها، لتلتحق بوجوه مخضرمة، صنعت تاريخ التلفزيون اللبناني، ووضعت مداميكه الحقّة، مع باقي الرفاق والرفيقات.