في زيارة هي الثامنة إلى المنطقة منذ عملية «طوفان الأقصى»، وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أمس، إلى القاهرة، التي انتقل منها إلى تل أبيب. وفي العاصمة المصرية، التقى بلينكن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ودعا الحكومة المصرية وحكومات دول المنطقة إلى «الضغط على حماس لدفعها إلى القبول بالمقترح الإسرائيلي للصفقة». وقال بلينكن: «إذا كنتم تريدون وقف إطلاق النار فاضغطوا على حماس لتقبل به (...) حماس هي الوحيدة التي لم تقبل الاقتراح المكوّن من 3 مراحل والذي يتضمّن إطلاق سراح الرهائن وإجراء محادثات من أجل إنهاء القتال». وأضاف: «تحقيق وقف إطلاق النار سيفتح الباب أمام وقف دائم للقتال في غزة (...) ومن المهم أيضاً العمل على خطط لليوم التالي بعد الحرب». كما بحث بلينكن، في القاهرة، جهود التوصّل إلى صيغة عملية تضمن فتح معبر رفح أمام المساعدات؛ وفي هذا الإطار، نوقشت إمكانية أن تقوم مصر بإدخال شاحنات المساعدات من المعبر في حال انسحب جيش العدو منه، وهو ما وافقت عليه القيادة المصرية.ومن القاهرة، انتقل بلينكن إلى تل أبيب، حيث التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وأطلعه - بحسب الخارجية الأميركية - على «الجهود الدبلوماسية الجارية للتخطيط لفترة ما بعد الحرب وأهميتها»، مؤكداً له «أهمية منع توسّع الصراع». كما أكّد بلينكن لنتنياهو أن «مقترح الاتفاق سيتيح الهدوء في الشمال واندماجاً أكثر مع دول المنطقة». وبحسب «هيئة البث الإسرائيلية»، فإن «الولايات المتحدة تكثّف النقاش مع إسرائيل بسبب القلق من تصعيد كبير على الحدود اللبنانية». ومن المتوقّع أن يجتمع بلينكن، صباح اليوم، مع رئيس «معسكر الدولة»، بني غانتس.
واشنطن تستكشف إمكانية التوصّل إلى صفقة مع «حماس» تهدف إلى إخراج أسرى أميركيين


وبالتزامن مع زيارة بلينكن، كشف مسؤولان أميركيان عن وجود «توجّه لدى واشنطن للتوصّل إلى صفقة مع حركة حماس تهدف إلى إخراج أسرى أميركيين من قطاع غزة». ونقلت شبكة «إن بي سي» الأميركية، عن المسؤوليْن الحاليين، ومسؤولين اثنين سابقين، قولهم إن «واشنطن تهدف إلى تأمين صفقة مع حماس لإخراج 5 أسرى أميركيين». كما نقلت عنهم أن «مثل هذه المفاوضات لن تشمل إسرائيل، وستُجرى من خلال وسطاء قطريين»، وأن «حماس قد يكون لديها حافز لإبرام اتفاق مماثل (...) لأن ذلك من المرجّح أن يزيد من توتر العلاقات بين أميركا وإسرائيل، ويضع ضغوطاً سياسية داخلية إضافية على نتنياهو».
وفي موازاة ذلك، تبنّى «مجلس الأمن الدولي»، أمس، مشروع قرار أميركي، يدعو إلى «وقف إطلاق النار في غزة وتطبيق غير مشروط لصفقة تبادل الأسرى». وبُني مشروع القرار على أساس المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في وقت سابق، وهو يدعو، للمفارقة، كلاً من «حماس» وإسرائيل، إلى الموافقة على المقترح (الذي يقول الأميركيون إنه إسرائيلي)، لكنه يشير بشكل واضح إلى أن «الاتفاق يقود إلى إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة». واعتبرت المندوبة الأميركية في المجلس، ليندا توماس غرينفيلد، أن «الصفقة المطروحة الآن تلبّي مطالب إسرائيل، وتتيح إدخال المساعدات إلى غزة»، مضيفة أن «إسرائيل وافقت على الصفقة التي تمهّد لتسوية سياسية». وتابعت: «ننتظر أن توافق حماس على الصفقة، ولا يمكننا تحمل الانتظار إلى ما لا نهاية»، مشيرة إلى أن بلادها تريد «وقفاً دائماً لإطلاق النار». واعتمد «مجلس الأمن» القرار، بموافقة 14 دولة، وامتناع روسيا عن التصويت، في حين رحّبت حركة «حماس»، في بيان، «بما تضمّنه قرار مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب التام من قطاع غزة، وتبادل الأسرى، والإعمار، وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، ورفض أي تغيّر ديموغرافي أو تقليص لمساحة قطاع غزة، وإدخال المساعدات اللازمة لأهلنا في القطاع». وعبّرت الحركة عن «استعدادها للتعاون مع الإخوة الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ».



الأمم المتحدة تعلّق إدخال المساعدات من الرصيف البحري
أعلنت مديرة «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، تعليقاً مؤقتاً لتوزيع المساعدات الإنسانية عبر الرصيف البحري الأميركي العائم قبالة سواحل غزة، وذلك بسبب «مخاوف أمنية». وأشارت ماكين خلال مقابلة مع شبكة «CBS» الأميركية، إلى أن «مستودعين تابعين للمنظّمة في غزة، تعرّضا للقصف خلال عملية تحرير الرهائن، ما أسفر عن إصابة أحد الموظفين». كما أوضحت ماكين، أنها «تشعر بقلق كبير بشأن سلامة الموظفين بعد الحادثة». ورغم ذلك، شدّدت على أن «العمل مستمرّ في باقي مناطق القطاع، حيث يبذلون قصارى جهدهم في الشمال والجنوب».