شكّل استشهاد باسل الأعرج صدمة في القطاع الثقافي الفلسطيني، القطاع الذي يعمل في مجال الفكر والكلمة. فمنذ زمن طويل انتهت في هذا القطاع، أو خفّت إلى حد بعيد، ظاهرة تورّط المثقفين بحدّة في الصراع، صراع الموت والحياة الذي تعيشه فلسطين. إذ وجدت غالبية هذا القطاع لنفسها ركناً قصياً تراقب فيه الصراع من بعيد، ولا تشارك فيه عملياً إلا عبر أضعف الإيمان، بعد أن انتهينا إلى سلطة تعمل خادمة لأمن إسرائيل. ثم فجأة طلع لهم باسل الأعرج، كمثقّف شاب، لكي يعيدهم باستشهاده، وجزئياً بكلماته، إلى نقطة الصفر. أي إلى النقطة التي كان غسان كنفاني قد وضع الحياة الثقافية الفلسطينية (والعربية) فيها في السبعينيات من القرن الماضي، نقطة التورّط القصوى والاستشهاد، ونقطة الأسئلة الكبرى والأجوبة الكبرى