شارفت الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة على الانتهاء، وسط ترقب أوروبي للنتائج التي قد توصل أول حكومة فرنسية يمينية متطرفة منذ الحرب العالمية الثانية.

وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة السادسة مساءً (بتوقيت غرينتش). وفيما توقع معهد «إيبسوس» لاستطلاعات الرأي أن تناهز نسبة المشاركة في الدورة الأولى 67.5%، بلغت نسبة المشاركة في الساعة الثالثة 59.39% بزيادة عشرين نقطة عن نظيرتها في الساعة نفسها في الدورة الأولى من انتخابات 2022. وهي أيضاً النسبة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات 1978 التشريعية، باستثناء اقتراع 1986 الذي جرى وفق النظام النسبي وعلى دورة واحدة.

ولن يكون ممكناً التعرف على النتيجة النهائية حتى نهاية التصويت في الدورة الثانية المقررة في 7 تموز الجاري، بسبب طبيعة النظام الانتخابي، الذي يصعب معه التوصل إلى تقدير دقيق لتوزيع مقاعد «الجمعية الوطنية» (577 مقعداً) بعد نهاية الدورة الأولى.

وتظهر استطلاعات الرأي تقدم حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان بفارق مريح يبلغ 33 إلى 36%، على تحالف «الجبهة الشعبية الجديدة» اليساري بتأييد 28 إلى 31%، فيما حلّ تحالف الرئيس إيمانويل ماكرون الوسطي ثالثاً بتأييد 20 إلى 23%.

وإذا فاز حزب «التجمع الوطني»، الذي لا يرى جدوى من عضوية «الاتحاد الأوروبي» والمناهض للهجرة، بالأغلبية المطلقة، فقد تشهد الديبلوماسية الفرنسية فترة غير مسبوقة من الاضطراب مع تنافس ماكرون (تنتهي ولايته عام 2027) ونائب رئيس «التجمع الوطني» جوردان بارديلا على الحق في التحدث باسم فرنسا.

وكان الرئيس الفرنسي قد دعا إلى انتخابات مبكرة، إثر الضربة القاسية التي تلقاها الائتلاف الرئاسي في الانتخابات الأوروبية، وتصدّر فيها اليمين المتطرف النتائج على مستوى فرنسا. وحذّر ماكرون خلال الحملة الانتخابية من «حرب أهلية» في حال وصول من وصفهم بـ«المتطرفين» إلى السلطة.

كيف تجري العملية الانتخابية؟
هناك 49 مليون ناخب مُسجّل في فرنسا، يتوزعون على 577 دائرة انتخابية. ولكل دائرة مقعد في «الجمعية الوطنية»، التي تُشكّل مع مجلس الشيوخ البرلمان الفرنسي.
ويُنتخب المرشحون الذين يحصلون على أغلبية مطلقة من الأصوات في دوائرهم في الدورة الأولى. إلّا أنه في أغلب الحالات لا يستوفي أيّ مرشح هذه المعايير، وتُجرى دورة ثانية. وللتأهل إليها، يحتاج المرشحون إلى أصوات لا تقل عن 12.5%، ويفوز فيها من يحصد أكبر عدد من الأصوات.